كتب الله لي الصلاة في الحرم المكي عدة أيام في العشر الأواخر من رمضان مثلي مثل الملايين من المسلمين، وهذا فضل من الله نسأل الله القبول.
ولست هنا بصدد الحديث عن أخبار القُراء أنني صليت في الحرم؛ فهذه عبادات بين العبد وربه بل هدفي من خلال هذا هو تسجيل شهاده حق لروعة التنظيم والأمان من وزارة الداخلية ممثلة في الأمن العام وإمارة منطقة مكة المكرمة، ومن وزارة الحج والعمره ورئاسة الحرمين على وجه الخصوص، ومن القطاعات المساندة حكومية أو أهلية؛ فمع تواجد الملايين من المعتمرين والزوار والمصلين في مساحة ليست كبيرة، وفي أوقات محددة فقد أدى الجميع العبادات من عمرة وصلاة وتواجد بسهولة ويسر وأمان منقطع النظير.
لا حوادث ولا تدافع ولا مشاجرات بل سكينة ووقار وسعادة وفرح ترتسم على وجوه الجميع، وقبل الإفطار تُشاهد التعاون والبر والأثرة وخدمة الآخرين عنوانًا للمشهد العام وأخلاق المسلم الوسطي الكريم.. المتسامح في سفر مرصوصة بنظام وتنظيم رائع يحيط بها، وبجميع المصلين والمعتمرين عمال النظافة معهم أجهزتهم الحديثة التي وفرتها الدولة على أحدث تقنية مسخرة بحب وتفانٍ ممن يعمل بها لتنظيف المسجد الحرام في الداخل والخارج؛ ابتغاء الأجر الذي لا يُعادله أجر آخر يتعدى ما يأخذونه من رواتب شهرية؛ فقدسية المكان أكبر دافع للعمل الدؤوب المخلص، بارك الله فيهم وزادهم رفعة ومثوبة.
وأما الصفحة المشرقة الناصحة الواضحة للعيان؛ فتتمثل في رجال الأمن الذين بالدعم والتدريب والتوجيه من القيادة -حفظها الله- المتوشحة بشعار خدمة الحرمين؛ فتجدهم في كل أركان الحرم الشريف وخارجه يتفانون في التنظيم والترتيب والإرشاد بمحبة ورضا وسعادة؛ امتثالًا لقوله تعالى: (وَإِذْ جَعَلْنَا الْبَيْتَ مَثَابَةً لِّلنَّاسِ وَأَمْنًا) (البقرة: 125)، وامتثالًا لتوجيه ومتابعة وحرص من لدن القيادة الحكيمة -أعزها الله- وحرسها فما من معتمر كبيرًا أو صغيرًا مواطنًا أو ضيفًا سليمًا أو معاقًا إلا ويجد كل مساعدة ودعم وإرشاد، يشهد بذلك كل من أدّى العمرة أو صلى في بيت الله الحرام أو مساحاته من ملايين المسلمين.. يا لها من خدمة ويا لها من جهود توفرها هذه الدولة -أعزها الله- بسخاء وحرص ومحبة؛ فلا حوادث ولا تدافع ولا تعكير جو بل الجميع في أمان وسلام وطمأنينة، هنيئًا لنا بقيادتنا العظيمة، وهنيئًا لنا بأن شرفنا الله بوجود الحرمين الشريفين في بلدنا الطاهرة، أدام الله علينا الأمن والأمان، وجزى الله رجال أمننا البواسل الأبطال المثوبة والأجر، وكل من ساهم في خدمة المعتمرين والزوار والمصلين، ويا له من شرف وأخيرًا مهما أكتب أو أسطر؛ فلن يكفي صفحات من الكتابة لما يبذل وينجز؛ فإن النجاحات التي تُشاهد وتلمس في خدمة الحجاج والمعتمرين لا تأتي مصادفةً بل وراءها خطط وسياسات وجهود غير عادية؛ التزامًا وعهدًا ووعدًا من قادة الدولة منذ عهد المؤسس بالتفاني، وبذل الغالي والرخيص في خدمة الحرمين الشريفين على أعلى مستوى؛ فهل هناك بلد بالله عليكم يستقبل أعدادًا بمثل هذه الأعداد سياحة أو نشاطات أو مسابقات أو غيرها ويوفر هذه الخدمة بسخاء ويسر وسهولة مثل هذا البلد؟
ولا أستطيع أن أختتم بدون إبداء الاعتزاز والافتخار بقيادات البلد في اختياراتها للقائمين على الأمن وخدمة الحجاج والمعتمرين؛ فقد شاهدت بتلقائية الوزير الناجح المميز توفيق الربيعة يتجول بتلقائية وبسرية وانفراد وسط زحام المعتمرين والمصلين، يُسجل ويتابع ويُقيَّم بنفسه ما يقدم من جهود ومهام، وكذلك مدير الأمن العام محمد البسامي يقوم ميدانيًا بالمتابعة وسط الزحام أكثر الله من أمثالهم، وبارك فيهم وأدام الله لنا الأمن والأمان في ظل قيادتنا الحكيمة.