من البدهي ومما لاشك فيه أن دول العالم قاطبة تسعى وبكل قوة إلى المحافظة التامة على النظام داخل مجتمعاتها الحضارية، وفي كل تعاملاتها اليومية سواء في المجال الاجتماعي، أو الأمني، أو الصحي، وغيره من المجالات الحياتية وفي المجمل إنشاء منظومة متكاملة للفرد من التعاملات القانونية اللازمة تُعطى من خلالها الحقوق، وتُفرض أيضاً من خلالها الواجبات، وبالتالي ستكون المحصلة النهائية مجتمع آمن تسود فيه العدالة والمساواة والشفافية والنزاهة، وينعم بالطمأنينة والاستقرار في جميع شؤون حياته اليومية، وتزدهر فيه التنمية بكل صورها الاجتماعية والاقتصادية والثقافية ويكون هذا المجتمع في مقدمة مجتمعات العالم من حيث الأمن والأمان والرخاء والتطور، وهو ما ينطبق بفضل الله تعالى على مجتمعنا السعودي الآمن في شتى المجالات الحياتية، وفي مختلف الصور اليومية في جميع أنحاء هذه البلاد المباركة.
وبطبيعة الحال لا بدّ في هذه الحياة وللأسف من وجود بعض العقبات والمنغصات التي تواجه المجتمعات الانسانية وتاتي في مقدمتها ظاهرة المخدرات وهي ظاهرة خطيرة تعاني منها دول العالم ولا يخفى على الجميع مخاطرها العديدة وبلادنا جزء من هذا العالم الكبير ولكن بتوفيق الله تعالى ومن ثمّ بجهود رجال الأمن الأبطال الذين كانوا ولا يزالون يقدمون كل التضحيات ويبذلون كل الجهود في سبيل القضاء على هذه الظاهرة لما تمثله حقيقة من مخاطر اقتصادية واجتماعية من حيث: فقدان العمل وزيادة البطالةوهدر الطاقات الشابة، والانحراف السلوكي بالميل للجرائم من سرقة واغتصاب وقتل وغيره من الجنح الآثمة، هذا غير ما تصيب الشخص المتعاطي في جسده من الإحساس بالفتور والخمول وضعف النشاط العام، إضافة إلى ماتصيب الجهاز العصبي والجهاز التنفسي والجهاز الدوري بالأمراض الدائمة والتي بطبيعة الحال تؤدي إلى الوفاة في نهاية الأمر.
إن من المأمول من كل مواطن ومقيم التعاون التام مع الجهات المختصة في جميع المجالات الأمنية وخاصة في مجال مكافحة المخدرات؛ للمساهمة في القضاء على هذه الظاهرة الخطيرة وذلك بالإبلاغ عن كل مروج مخدرات حتى نصل”إلى وطن بلا مخدرات” بمشيئة الله تعالى فما المخدرات في حقيقتها إلا كل عمل إجرامي يُخطط له أهل السوء؛ لإيقاع الضرر بأفراد المجتمع الآمن _لاسمح الله _ ويعتمد المروجون عادة إلى استغلال أوقات المناسبات الاجتماعية الجميلة وعلى سبيل المثال مناسبة عيد الفطر المبارك؛ لبث السموم بين أفراد المجتمع ولكن رجال الأمن بالمرصاد بكل عزم وقوة لمثل هذه الفئات الإجرامية من خلال حملة أمنية واسعة كانت ولا زالت مستمرة فتجدهم ولله الحمد في كل موقع وفي كل وقت بمثابة العين الساهرة؛ لحماية المجتمع. ومن هنا لا يغيب على اهتمام الجميع مايبذله رجال الأمن في القطاعات الأمنية كافة من جهود مشكورة طوال العام فلا فرق لديهم بين يوم ويوم بل كل الأيام هي أيام عمل ومتابعة وحرص على سلامة المجتمع من الشرور والمفاسد. حفظ الله وطننا من كل سوء ومكروه، وكل عام والجميع بخير وصحة وسلامة، ولرجال أمننا الأبطال تحية إعجاب وخالص تقدير.