المقالات

مكافأة الزوجة في رمضان بضرة

ذكر بعض الفضلاء مُداعبًا أعضاء قروبه:
“من تعبت زوجته في رمضان فليأتها بزوحة تُعينها إن كان حقًا يحبها”.
انتهى كلامه -رحمه الله-.

وأقول: إن الإتيان بزوجة ثانية من أجل الزوجة الأولى ضرره عظيم؛ خاصة على قلبها ونفسيتها- هكذا خلقت وفطرت- وستجدها بعد زواجك من أخرى جسدًا بلا روح وتنطفئ تلك الشعلة التي كانت من أجلك هذا إن بقيت معك ولم تخلعك أو تفسخ نكاحها لعيب صبرت عليك فيه لما كانت معك بلا ضرة.

فليتزوج من احتاج بأخرى، أما الزوجة الأولى لا تحتاج أخرى حتى لو كانت مشلولة، فكرة الضرة أمر فطري، ولقد كنت أرى أقوامًا يزعم ضرائرهم أنهم على وفاق، ولكنه للأسف غالبه تمثيل، وتندلع شرارة الحرب بين الضرائر لأتفه الأسباب.

لذلك نصيحة لمن عرف معاناة بعض المعددين الذين لم يوفقوا واستمع لشقائهم لا تتزوج إلا لحاجة كعيب فيها يمنعك من حقك الشرعي وتخشى على نفسك الفتنة، فإن تزوجت لا تجعل إحداهما ترى الأخرى ولا تسمع حتى اسمها حتى يلتقيا في الجنة – إن قدر لهما جميعًا الجنة – لتسلم قلوبهما مع ضرورة لقاء الأولاد من الزوجتين وجمعهم ليألفوا بعضهم.

مكافأة الزوجة التي تتعب في رمضان من أجلك وأجل أولادك يكون بالآتي:
– طقم ذهب عيار ٢٤ بما لا يقل عن قيمة ٤٠ ألف ريال (وهو متوسط مهر العروس الجديد).
– رصيد بالبنك نهاية رمضان بما لا يقل على ١٠ آلاف ريال خاص لها دون أولادها.
– خادمة تُساعدها خاصة لمن كانت كثيرة الولد قليلة البنات.
– وإن الكلمة الطيبة أعظم مكافأة، ولها أثر عظيم على نفسية الزوجة بل إن بعض النساء يُفضلن الكلمة الطيبة على المادة.
– التقليل من اشتراطات أصناف الطعام.

وإن العدل بين الزوجات في زماننا لا يستطيعه كثير من الرجال والاقتصار على واحدة إن كان لا ضرر فيه هو الأفضل…لذلك أرى أن لا يحث أحد الرجال عليه؛ فلا يعلم حالهم ولا قدرتهم ويجعل كل فرد هو من يقرر ويتحمل مسؤولية قراره؛ فكم من إنسان لا يصلح له إلا واحدة، وكم من إنسان لا يصلح له إلا اثنتان وهكذا.

والملاحظ في زماننا أن التعدد أدى إلى ظلم الأولى أو الثانية في كثير من الأحيان وسبب كثرة الطلاق – وكانت حجة من عدد تقليل العوانس؛ فإذا به يشارك في كثرتهم – لأنه اقتحمه أقوام ليسوا أهله دفعهم له التقليد والأماني.

التعدد هو تكوين أسرة لا تشتيت أسرة، هو إنجاب أبناء يعتني بهم وليس أبناء نضيعهم بسبب إهمال الأب أو كثرة مشاغله؛ فلا يعلم أحوالهم.

التعدد مسؤولية عظيمة، وليست تقتصر على العدل المادي فحسب بل تحتاج إلى عدل في التربية؛ فهي أعظم من العدل المادي.

كم رآينا آباء عددوا فضيعوا أبناءهم لما كثروا وشق عليهم متابعتهم وتفقد شؤونهم وأخلاقهم؛ لأنه شرق وغرب في مسكنه بل حتى في مدن فرق الزوجات.

زمان كان المُعدد يجمع نساءه ببيت واحد؛ فيكون عينًا واحدة ترعى الجميع أما اليوم فمن التي ترضى تكون ضرتها ببيتها، وقد يغيب عن بيته الأول أو الثاني أو الثالث أيامًا ولا يعلم بأبنائه الذين فقدوا أبًا هو القدوة.

التعدد يحتاج تكاملًا
التعدد إن ظلم صاحبه جاء يوم القيامة وشقه مائل (مشلول)

وقد يظن البعض أن الظلم فقط للزوجة بل يتعداه إلى ظلم أبنائها إن أهملهم واهتم بأبناء غيرها من نسائه.

ختامًا التعدد أمر شرعه الله بشروطه، ولا رأي فيه بعد أن شرعه الله، وقد يكون
مُباحًا لأناس
واجبًا على اناس
حرامًا على اناس
فليس كل الرجال في حكمه سواء.

لذلك لا يحث أحد أحدًا عليه، وهو لا يعلم بحال من يحثهم ولا بقدرتهم؛ خاصة أولئك ضعاف الشخصية الذين تسيطر عليهم زوجة فيظلمون أخرى.

اللهم إنا نسألك الهدى والسداد…

أ.د. عمر بن عبدالله الهزازي

أستاذ الكيمياء بجامعة أم القرى

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى