في هذه الأيام المباركة نعيش نحن السعوديون فرحة عيد الفطر المبارك لعام ١٤٤٥ هجرية في الوقت الذي نعيش الذكرى السابعة لتولي سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز شرف هذا المكان والمكانة والتمكن بأن يكون الذراع الأيمن لوالده خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز – يحفظه – الله ولاشك فإن كل مقيم وزائر من الدول الشقيقة والصديقة يعيش معنا هاتين الفرحتين في الوقت الذي بلادنا تسابق الزمن نحو الهدف الذي رُسم لنكون في مكانتنا اللائقة بين دول عالم اليوم من خلال تحقيق رؤية المملكة 2030م التي لن تقف عند هذا السقف بل ستتجدد بتجدد فكر من رسمها وهندس مدخلاتها لتصل مخرجاتها إلى أبعد حدود في مقاييس التطور والنماء والازدهار وسط منظومة من آليات وأدوات التمكين لتحقيق الهدف العام للمملكة أرضا وحكومة وشعبا وصولاً إلى بناء الإنسان بتهيئة المكان الذي يكون بيئة صالحة لأن يلحق بركب العالم المتقدم دون الإخلال بالثوابت والمعايير والأنظمة العالمية لجودة الحياة باستغلال طاقات وثروات الوطن ومقدراته وتوظيفها لحياة أفضل دون الاعتماد على الآخر بل بجذبه إلى بلادنا ليرى ما تحقق في بضع سنوات قفزت على حواجز عشرات السنين لمن يدعون بأنهم الوحيدون بوصف العالم المتقدم وغيرهم العالم الثالث فكانت المفاجأة الكبر بأن المملكة العظمى بفضل سياسة قادتها وحبهم للمنافسة الشريفة وبفضل هذا الشعب الذي يدين بالولاء لقادته في المنشط والمكره أصبحت السعودية عظمى تنشد الخير لكل الناس ولا تتخذ من نفوذها السياسي والاقتصادي ومكانتها في قلب العالمين العربي والإسلامي منصة لإيذاء الآخرين بل تسعى جاهدة لتضميد جراح المنكوبين والمشاركة بما تستطيع لمساعد الآخرين من باب الأخوة ومن باب الإنسانية التي كان ولم يزل صداها وانعكاسها إيجابيا على مستوى الكرة الأرضية بعد أن فتحت ذراعيها للجميع وأحيت فينا وفي بلادنا الأمل بأننا لابد وأن نكون مؤثرين في هذا العالم الذي لا يعترف بغير الأقوياء .
ويكفي هذه البلاد وقيادتها وحكومتها وشعبها فخرا أن تستقبل ملايين البشر في مواسم عدة طوال العام منها الدينية والسياحية والثقافية والرياضية والتعليمية وقل ما شئت من البرامج التي لفتت أنظار العالم بأسره لبلادنا بعد أن كانت بعض الشعوب لا تعرف عن السعودية إلا أنها دولة إسلامية فحسب واليوم لم تمنعها هذه المكانة العليا المتفردة بفضل احتضانها للحرمين الشريفين وأنها قبلة جميع المسلمين في العالم بل تعدته بأن تكون معروفة على خارطة الكرة الأرضية وأصبح الكثير يتمنى زيارتها ويشد الرحال لها ليطلع على مقوماتها السياحية والتراثية وإرثها الحضاري الذي تمتد جذوره لمئات السنين بعد الألف بما في ذلك عصر صدر الإسلام وما قبل بعثة نبينا محمد عليه أفضل الصلاة والسلام وهذا ما جعل سياحتنا الأكمل والأجمل والأبهى أمام من يأتي ويتعرف على معالمها القديمة المتجددة والعصرية التي تمتد على مساحة شبه قارة تسير فيها التنمية كما يجري الدم في جسم الإنسان دون توقف .
في جانب واحد وهو الأهم في حياة البلدان والشعوب دعونا نعيد شريط الذاكرة ونحن نودع شهر رمضان الكريم الذي شهد الحرمان الشريفان مليونية المعتمرين والزائرين ليس في أوقات محددة بل على مدار الساعة طيلة أيام الشهر الكريم ونتذكر رجال أمننا الذين ضربوا أروع الأمثلة أما م العالم في نجاح خطط إدارة الحشود في بقعة محددة تمثلها مساحتي الحرم الشريف بمكة المكرمة والحرم النبوي في المدينة المنورة والعالم بأسره يتابع كيف استطاع الأمن السعودي بجميع مسمياته تحقيق أعلى معدلات التنظيم في وسط منظومة من الخدمات الحكومية وبمشاركة فاعلة من الشعب والمؤسسات التي تنسجم خدماتها مع خدمات الدولة وفق نظام لا يقبل سوى التميز والتطبيق الفعلي الذي جعلنا نتابع صداه في بثوث المعتمرين عبر الفضاء وارتياحهم لهذه الخدمات ومدى رضاهم عن تعامل رجال الأمن في جميع القطاعات المشاركة وبمختلف الرتب وهم يقدمون أروع الأمثلة للجندي السعودي الذي يتعامل معهم بكل لطف ويقدم لهم أقصى جهده في مساعدتهم ليؤدوا مناسكهم بكل يسر وسهولة وليعودوا لبلدانهم وهم يحملون أجمل الذكريات في رحلتهم الإيمانية للديار المقدسة .
وهنا لابد أن نشير إلى أمر هام يتمثل في الشمولية فبالرغم من هذا الإنشغال براحة المعتمرين والزائرين من بداية وصولهم وحتى مغادرتهم بأمن وأمان وسلامة واطمئنان فإن جميع مدن وقرى المملكة لم تتوقف فيها عوامل التنمية ونشر مظلة الأمن والرخاء والاستقرار بل في الوقت نفسه فإن جميع نشاطات المملكة لم تتوقف ولكنها تتسق وما يتمتع به الشهر الكريم من روحانية وشبه تفرغ للعبادة في شهر يعتبر سيد الشهور وكانت المملكة في هذا الشهر محط أنظار العالم بما حباها الله به من أجواء ممطرة وشبه معتدلة في مناطق تواجد هؤلا القادمين الذين هم ضيوف الرحمن وبالتالي اكتمل عقد الخدمات وكان لوصول سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان إلى مكة واستقباله لضيوف المملكة في فصر الصفا بجوار الكعبة المشرفة وإشرافه المباشر على حركة الطواف والسعي ومتابعة أكثر من مليوني مسلم ليلة السابع والعشرين التي تحرى المسلمون فيها ليلة القدر وحضروا ختم القرآن الكريم فكان سموه وجميع المسؤولين المعنيين بخدمة ضيوف الرحمن محل تقدير الجميع مواطنين ومقيمين ومعتمرين وزائرين .
انعطاف قلم :
شكرا لمعالي وزير الحج الذي كان يتابع بنفسه خدمات العمرة والشكر موصول لمزامير داوود من الأئمة في الحرمين الشريفين والشكر الخاص لرجال الأمن وكل من ساندهم لخدمة ضيوف الرحمن قبل وأثناء وبعد انتهاء الشهر على جهودهم في إدارة هذه الحشود بثقة وأخلاق وتعاون سيبقى علامة مضيئة في سجلات هؤلاء الرجال المخلصين لربهم ودينهم وقيادتهم ولكل من هم معني بخدماتهم الأمنية .
0