للعيد ثـقافة لا يتقنها سوى المبدعين، وهي نابعة من روح الإنسان النقية، لا ترتبط بشهادات أو دورات متخصصة، وهذه الثـقافة غالبًا ما تكون سائدةً في كل بيت يصنعها الوالدان في كل عام. كما أنها لا ترتبط بالمال الوفير ولا التكلف الكبير الذي نراه اليوم في بعض البيوت التي وفرت كل مقومات العيد وغاب عنها المعيدون.
كان الآباء والأمهات والجيران بوجه عام يتفننون في صناعة احتفالية العيد، كانوا يُعايدوننا بريال وكنا نفرح به؛ لأنه نابع من قلب اكتسى بالحب وروح امتزجت بالكرم.
صناعة فرحة العيد مستمرة من جيل لآخر، ولها ناس اختصهم الله -عز وجل- بهذه الثقافة الجميلة، وما دعاني لكتابة هذا المقال وحرك شجوني. هو العيدية التي تلقيتها هذا العام بشكل مختلف عن كل العيديات؛ حيث كنتُ جالسًا في صالة المنزل وبعد صلاة المغرب رن الجوال وعلى غير العادة كان الاتصال من رقم ثابت ترددت في الرد عليه وقلت في نفسي ليس وقته الآن تتصل لتُذكرني بسداد فاتورة أو خلافه، وفي الوقت نفسه قلت لعله يكون من إحدى شركات توصيل البريد. رددت وإذا بها رسالة معايدة صوتية لمعالي وزير الصناعة والثروة المعدنية الأستاذ/ بندر بن إبراهيم الخريف، رئيس مجلس إدارة المحتوى المحلي والمشتريات الحكومية، هنأني فيها بحلول عيد الفطر المبارك وتمنى لي عيدًا سعيدًا. رغم قصر الرسالة إلا أن وقعها في النفس كان كبيرًا وكبيرًا جدًا، أكبرت ذلك في معاليه وأذهلني أسلوبه في المعايدة بهذه الطريقة الجميلة، ولا شك أن مثل هذا العمل سبقه تخطيط وإعداد مُسبق ذكرني فيه باستعدادات والدينا في ليلة للعيد.
عيدية معالي الوزير نابعة من قلب كبير امتلأ بالحب والإيمان والتقدير والتصالح مع النفس، وهي تعكس لنا الحالة المزاجية والروح الإيمانيّة التي تستشعر أهمية إظهار الفرح وصناعته لمن حولها، كما أتت هذه المعايدة وقد سبقها بصمة الرضا والنجاح لمعاليه في عمله، ولا يمكن أن يُقدم على هذه الخطوة سوى الناجحين في أعمالهم والمتصالحين مع ذواتهم.
ختامًا
شكرًا معالي الوزير بندر على هذه المعايدة الفريدة من نوعها، والتي تركت أثرًا كبيرًا في نفسي. فنحن وإن كنا كبارًا ونلعب دور الآباء مع أبنائنا إلا أن في داخل كل واحد منا طفلًا يشتاق ويحن لطفولته ومعايدة والديه، ولا شك أن معايدة الأستاذ/ بندر الخريف هي رسالة تحمل في طياتها معاني سامية كسمو روحه وتعكس نقاء سريرته، كما أنها ثـقافة اقتفى أثرها من القيادة الرشيدة التي تُعايد مواطنيها في كل عام.
1
الأمر من معدنه لايستغرب
والفرع للأصلِ دوماً ينسبُ
هذا دأب قادتنا وحكومتنا الرشيدة رسموه وأعتادوه وسار على خطاهم الجميع وأنت تستحق المعايدة فأنت للإبداع عنوان
كل عام والوطن والقيادة والشعب والجميع بخير