يقول المثل الشيء من معدنه لا يستغرب وهذا المثل ينطبق على شاعر الشباب عيظه بن محمد البيضاني إبن أخ الشاعر عبد الله البيضاني فهو نموذج الشعراء الشباب الذين يتسيدون الساحة الشعبية لإحياء الحفلات في مناسبات الزواجات ذات العلاقة بالمنطقة الجنوبية بالذات لارتباط ألحانها بهذه المنطقة بوجه عام ويمنطقة الباحة على وجه التحديد سواء كانت المناسبات مقامة في غامد وزهران أو في مناطق المملكة بحسب تحديد أصحاب المناسبات موقع الاحتفال بهذه المناسبات كالمعتاد .
وبجكم قربي ومتابعتي لهذا الشاعر فهو يتمتع بالتواضع وحسن الخلق وعدم الادعاء لكنه يعتبر من الشعراء الشباب الذين تفخر بهم المنطقة ولهم مشاركات عديدة في الساحة في جميع أغراض الشعر الشعبي الجنوبي وله ولأمثاله جهود مباركة في استلام شارة هذا اللون من الشعر ليتواصل عطاؤهم لجيلهم والأجيال القادمة جنبا إلى جنب مع كبار الشعراء أصحاب الخبرات التراكمية في صناعة القصيدة الشعبية سواء المجالسي منها أو شعر العرضة وما في حكمه الذي تسعى الأجيال بالتقادم للمحافظة عليه من الاندثار بفعل تطورات الحياة واستدراج هذه الألوان بما قد يلغيها .
الشاعر عيظة البيضاني بدأ بالمشاركة كأي شاعر شاب وهو في المرحلة المتوسطة متأثرا بعمه الشاعر عبد الله من خلال حضوره ومتابعته له في المحافل والمناسبات وكان تركيزه محليا في قرية بني هريرة بحضور مناسبات القرية التي تقام فيها العرضة الشعبية ومن خلال الضيوف الذين يأتون لمنزلهم في قرية بني هريرة التي لا تخلو من الشعراء الذين يلتقون في بيت البيضاني ويتبادلون القصائد بالبدع والرد في ما يسمى بالشقر وكان يتابعهم باهتمام وتقليد وكان يحفظ قصائد بعضهم ويجاريها بينه وبين نفسه وقبل قرابة عشرين سنة حضر مع عمه عبد الله في حفل بالشرائع في مكة المكرمة بحضور الشعراء الدكتور عبد الواحد وعميد شعراء الشعر الجنوبي الشاعر الشاعر صالح اللخمي والذبياني والهايل حيث شارك بقصيدتين رد عليه بو متعب الشاعر عبد الواحد علق عليها عمه بقوله ” هذا ابن أخي شاعر جديد خفوا عليه وتمنى له التوفيق بعد أن عرف الجمهور عليه .
تأثر كثيرا بعمه وهو يستمع لتوجيهاته ونصائحه بعد التسرع أو مصادمة الشعراء من ذوي الخبرة فكانت مشاركاته قليلة في المناسبات ولكنها بخطى ثابتة حتى أصبح عنده قدرة للمشاركة والاعتماد على نفسه وقريحته وتراكم خبرته وحضوره المناسبات التي يدعى لها وبدأ يقارع الشعراء بقصائد أثنى عليها الكثير سواء من الشعراء أو من الجمهور الذي أصبح يقيمه بالتفوق ويتقبلون شعره بالتشجيع والترديد بعد أن أكتشف نفسه بأنه يمتلك موهبة الشعر وصنع القصيدة بأركانها المتعارف عليها ولم يخفي سرا بأن لتوجيهات أستاذه ومعلمه عمه الشاعر عبد الله البيضاني الأثر الأكبر في بروز شعره حتى أصبح يشارك في منطقة الباحة وعسير وبعض مدن المملكة سواء في معية عمه أو مع الشعراء الآخرين حتى وصل إلى ما وصل إليه اليوم من نضج في بناء القصيدة الشعبية والمشاركة مع كبار الشعراء .
له قصائد يعتز بها في البدع والرد ومنها مشاركته مع عمه بهذه القصيدة :
البدع / عيضه البيضاني
تعيش ياتاجراً باع الضيع وسام
وش حد قلبه على التعبات واللّومات
مدام ميلان بن محفوظ تحت الحجر
لاتمتني شي من ادناها ولا اقصاتها
الرد/ عبدالله البيضاني
يقول عبدالله سم الداب خطرا وسام
لو خذ منه جرعة الإنسان ولى ومات
والحيه اللي خلقها الله تحت الحجر
يروعني شكلها من غير لقصلتها
وكذلك جمعته مناسبة بالشاعرين عبدالله الذبياني ومصلح الساعدي
وكان يبدع مصلح ويرد الذبياني
فيقول مصلح الساعدي
ياعيظه ثبت الخطوه ودم الوريد
والا جنّح يمين الدرب والا شِمال
اللي مايسبق الغاره ويمشي مع اول
مادخل قلعة السلطان من بابها
فرد عليه عيظه وقال:
يامصلح هبت روحي بين حبن وكيد
والذي يبغي الطالات ماهي محال
وانا لو كان طاوعت العقول الغزايل
سكنتني بديره مات عشابها
وبحسب المساحة لا يمكن استعراض جواهر قصائده الشعبية حسبنا أن هذا الشاعر يعتبر إضافة مميزة لقوافل الشعراء الشعبيين في منطقة الباحة والجنوب بوجه عام .
انعطاف قلم :
بيضان بالباحة ولادة للشعراء الكبار أمثال الشاعر صالح بن عقار قرية الحناديدوالشاعر محسن قرية المصاعبةوالشاعر صالح الأعمى قرية الدارين وعبد الله البيضاني بني هريرة وعلي البيضاني قرية قراء وشعراء آخرون لا يحضرني ذكرهم بالأسماء في السراة وتهامة حسبنا من القلادة ما أحاط بالعنق وتسليط الضوء على الشاعر الشاب عيظة كنموذج قادم بقوة للساحة الشعبية .
0