المقالات

مستقبل الثـقافة السعودية

في فترة ماضية ربما إن لها مبررًا لئن تكون الثقافة السعودية على نمط معين يتجاذبها تياران هما تيار يجعل من الثقافة السعودية ذات هوية عربية، وتيار آخر يرى بأن تكون ذات هوية إسلامية ومن يتابع تاريخ الحراك الثقافي السعودي يلحظ ذلك، ويضاف إلى ذلك حكر الثقافة في الأنساق الأدبية، والفنون الأدائية دون غيرها من الثقافة الشمولية، ثم يلحظ المتابع للحراك الثقافي السعودي حتى وإن كان فيه تجديد يرى صفة الانكفاء على الأدب بسياقاته المختلفة، وكذلك نلحظ ظاهرة تصادم على استحياء بين تاريخ يرى بأنه الحداثي والآخر يرى بأنه تيار محافظ وكليهما لا نرى فيهما هوية ثقافية سعودية؛ وكأن الهدف من الثقافة السعودية حراسة الهوية الثقافية الإسلامية أو الهوية الثقافية العربية؛ ذلك ما كان في بداية النهضة العلمية والثقافية في المملكة العربية السعودية استمر ذلك حتى ما قبل التحول الوطني 2020 والرؤية الوطنية 2030 فالتحول الوطني، والرؤية الوطنية أسهما في نقل الثقافة السعودية من النمطية السابقة إلى أن تكون الثقافة السعودية تأخذ صفة الهوية السعودية، وهذا ما نراه من توجه وزارة الثقافة السعودية بأن الثقافة تأخذ جوانب منوعه كاللبس، والعادات، والتقاليد، وحتى الطعام ولقد أصبحت القهوة العربية المعتادة تأخذ هوية سعودية، وسميت “بالقهوة السعودية”.
ولأجل مستقبل الثـقافة السعودية، وتحديثها، وتجديدها أرى بالخروج عن الطريقة التقليدية السابقة وهي: تحميل وزارة الإعلام التعريف بثقافتنا.
وأرى أن الجامعات السعودية وهي الجامعات التي تهدف في المقام الأول للبحوث العلمية لأجل خدمة الإنسان عليها إعداد البحوث العلمية التي تخدم الثقافة السعودية.
أرى كذلك خروج الأندية الأدبية والثقافية عن الطريقة التقليدية في اختيار المواضيع ذات الجانب الواحد وعدم حكر الثقافة على الأدب “شعرًا ورواية”، وهذا كذلك يشمل جمعيات الثقافة والفنون.
أرى كذلك أن تكون هناك شراكة بين ثلاث وزارات وهي: وزارة التعليم، ووزارة الثقافة، ووزارة الإعلام لأن تلك الوزارات تشترك في هدف مهم جدًّا، وهو ثقافة وتعليم إنسان هذا الوطن.
ثم أرى استحداث مقررات دراسية جديدة تهتم بالثقافة السعودية، وتاريخها، وأبرز مكونات الثقافة السعودية، وماهيتها.
خلاصة القول:
الثقافة السعودية بحاجة لئن تكون ذات هوية وطنية محددة المعالم والأطر، والأهداف وعدم حكرها على الأدب وما يتفرع عنه، والثقافة السعودية ليست مسؤولية وزارة الثقافة فحسب بل كذلك وزارة التعليم من خلال شراكة بينهما، وكذلك استحداث مقررات دراسية تهدف إلى ذلك.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى