المقالات

السعودية … ماضينا العريق معنا في حاضرنا ومستقبلنا

يُصادف يوم 18 إبريل من كل عام “يوم التراث العالمي”، وفي كل جزء من وطننا الغالي مواقع تُخلد التراث الوطني والعربي والإسلامي، وتعزز موقع المملكة العربية السعودية على خريطة الحضارات الإنسانية، ولقد كان لي شرف زيارة المتحف الوطني في الرياض الذي تضمن قاعات تزينت بالتراث التاريخي والثقافي لمملكتنا الغالية من العصور القديمة؛ مرورًا بالعصر الإسلامي الذي انطلق من هذه الديار المباركة ببعثة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم من مكة المكرمة، وتأسيس أول مجتمع إسلامي عرفه التاريخ في المدينة المنورة؛ لتنطلق الحضارة الإسلامية في شتى بقاع العالم، ومرورًا بتأسيس الدولة السعودية إلى تأسيس أعظم وأنجح وحدة على يد الملك عبد العزيز ـ رحمه الله ـ جمعت الشتات، وأرست الأمن والاستقرار ووجهت المقاصد إلى بناء دولة عصرية دستورها كتاب الله -عز وجل- وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، أساسها المواطن، وعمادها التنمية، وهدفها الازدهار، وصناعة مستقبل أفضل للوطن وأبنائه وبناته. لتأتي رؤية السعودية 2030 المباركة بتوجيهات خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان وقيادة عرّاب الرؤية ولي العهد صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان ـ حفظهما الله ـ ليتحول الحلم إلى واقع، ولتشهد المملكة العربية السعودية تحولًا تاريخيًا، ونموًا اقتصاديًا كبيرًا، وتواصلًا أكبر مع العالم، أساسه تاريخ المملكة العريق وثقافتها الأصيلة. ليصبح كل جزء من وطننا الغالي بمثابة متحف مفتوح؛ لأنه يجمع بين التراث والعراقة والأصالة والتنوع البيئي والجغرافي؛ مما جعل المملكة العربية السعودية وجهة سياحية جاذبة بما تتميز به من مزايا نسبية تنفرد بها في ظل خدمات تشهد تحسينًا مستمرًا وفق أعلى وأفضل الممارسات والمعايير، وأحدث الوسائل في الجمع والحفظ والعرض والتوثيق. ليطلع المواطنون على تاريخهم وتراثهم الممتد، وجذورهم القوية الراسخة، وهويتهم الثقافية الفريدة، ويزداد اعتزازهم وانتماؤهم، وتعزيز الوحدة الوطنية وترسيخ القيم العربية الإسلامية الأصيلة؛ ولإثراء تجربة ضيوفنا واطلاعهم على الإرث الثقافي السعودي والعربي والإسلامي.
وفي هذا اليوم “يوم التراث العالمي” يحتفل العالم بالمواقع الثقافية والطبيعية الرائعة، ويُشجع على التعامل مع هذه الكنوز التي لا تُقدر بثمن اعترافًا بأهمية الحفاظ عليها وحمايتها للأجيال القادمة، وتعزيز التقدير لجمالها وأهميتها التاريخية، والثقافية. إنه دعوة للعمل المُلهم للحفاظ على هذه الكنوز وزيادة مستوى الوعي، وتعزيز التبادل الثقافي والممارسات المستدامة والارتقاء بالوعي البيئي. إنه أيضًا فرصة لتثقيف الأجيال باستحضار ماضينا العريق معنا في حاضرنا ومستقبلنا؛ وليفخروا ويعتزوا بانتمائهم وهويتهم الوطنية.

– مهتم بالجودة والحوكمة

مقالات ذات صلة

تعليق واحد

  1. ابدعت فيما كتبت ووثقت فعراقة الماضي استمرار للحاضر والثقافة أساس الأمم
    مانلحظة من تطور ثقافي واجتماعي ونهضة هو البداية والقادم أجمل بإذن الله تعالى تحت رعاية دولتنا التي لا تبخل في تقديم كل ما ينهض بهذا البلد وكل من يعيش على ترابه .
    اللهم أدم علينا أمننا وأماننا وحكامنا

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى