بطولة كأس العالم لكرة القدم، هي البطولة الأكبر في تاريخ الرياضة العالمية، شهدت على امتداد تاريخها ومنذ إقامة نسختها الأولى التي استضافتها أورغواي عام 1930م، محطات وتغيُّرات كبيرة ومهمة في التنظيم أو القوانين وعدد المنتخبات المشاركة في البطولة.
وكانت وراء أمجاد كثير من الدول واللاعبين، فمن الدول البرازيل على سبيل المثال، والتي نالت شهرتها في مجال كرة القدم حول العالم؛ لأنها حققت البطولة والكأس في خمس مناسبات وتعتبر البلد الوحيد الذي شارك في كل نسخ البطولة منذ إنشائها والتي عددها 22 بطولة، ويأتي بعدها منتخب ألمانيا الغربية ومنتخب إيطاليا اللذين حصلا على كأس العالم في أربع بطولات.
كما أن هذه البطولة صنعت أمجاد الكثير من اللاعبين في مختلف دول العالم، من أبرزهم البرازيلي الملقب بالجوهرة السوداء “بيليه”، والذي يعتبر اللاعب الوحيد الذي توج بلقب كأس العالم لكرة القدم لثلاث مرات في الأعوام: 1958م، 1962م، 1970م، وأولها وهو في سن 17 عامًا، والتي أقيمت في السويد عام 1958م.
أما نهائيات البطولة التي أقيمت في عام 1986م واستضافتها دولة المكسيك، فقد كانت شاهدًا على ميلاد أسطورة كرة القدم العالمية الأرجنتيني “دييغو مارادونا”، اللاعب الأكثر إثارة للجدل في تاريخ الكرة، يعتبره الكثيرون أفضل لاعب في تاريخ كرة القدم؛ قاد بلاده للفوز على ألمانيا الغربية بثلاثة أهداف لهدفين في المباراة النهائية والحصول على الكأس، وهو صاحب العبارة التي دخلت التاريخ القائلة :”لقد سُجِل الهدف بشيء قليل من رأس مارادونا وشيء قليل من يده”، لوصف الهدف الذي سجله بيده في مرمى إنجلترا في الدور الربع النهائي، وفازت فيها الأرجنتين 2-1 في نسخة 1986م في المكسيك.
كما سجل لاعبون آخرون حضورهم في تاريخ هذه البطولة العالمية، منهم الألماني “لوثر ماثيوس” الذي شارك في أكبر عدد من المباريات في نهائيات كأس العالم برصيد 25 مباراة، ويأتي في الترتيب بعده مواطنه الألماني “ميروسلاف كلوزه” هداف النهائيات التاريخي بعدد 16 هدفًا، متقدمًا على البرازيلي “رونالدو برصيد يساوي 15 هدفًا”.
وشهدت البطولة التي استضافتها مملكة أسبانيا في عام 1982م ظهور النجم الإيطالي العالمي اللاعب “باولو روسي”، في حين شهدت النسخة المقامة في فرنسا في عام 1998م بروز النجم الفرنسي من أصول جزائرية اللاعب “زين الدين زيدان”، والذي قاد منتخب الديوك للحصول على اللقب لأول مرة في تاريخ كرة القدم الفرنسية.
في حين شهدت بطولة كأس العالم التي استضافتها الولايات المتحدة الأمريكية في عام 1994م حادثة مأساوية تمثلت في قتل المدافع الكولومبي اللاعب “أندريس إيسكوبار” في مدينة ميدلين الكولومبية التي تقع في شمال كولومبيا برصاص من مشجع كولومبي غاضب من ذلك الهدف الذي سجله “إيسكوبار” عن طريق الخطأ في مرمى بلاده كولومبيا، والذي تسبب في خروج كولومبيا من الدور الأول للبطولة.
0