المقالات

مملكة الأرقام القياسية

أدى الانتعاش الاقتصادي لمختلف القطاعات إلى تسجيل حركة النقل الجوي في المملكة خلال عام 2023 رقمًا قياسيًا غير مسبوق لعدد المسافرين الذي بلغ عددهم حوالي 112 مليون مسافر عبر مختلف المطارات في المملكة، بنسبة بلغت 26% مقارنة بعام 2022، وأكثر من 8%، مقارنة بالعام

وهذا مما يؤكد ويشير إلى زيادة النمو الاقتصادي السعودي القوي لزيادة الإنفاق على النشاط الاقتصادي؛ لتطوير البنية التحتية للنقل الجوي في المطارات والخدمات المقدمة للمسافرين، وزيادة الوجهات السياحية ودور ذلك في تعزيز الروابط الدولية والتبادل التجاري والثقافي بين المملكة العربية السعودية وبقية دول العالم.
فقد تطورت المملكة في العقود الأخيرة؛ وخاصة في عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز وولي عهده الأمير محمد بن سلمان قائد النهضة السعودية التي شهدت مختلف التحولات في الاقتصاد، التعليم، الثقافة، والبنية التحتية وفق رؤية 2030 التي أطلقها لتحقيق تنوع اقتصادي وتحسين جودة الحياة، وتعزيز الابتكار.

وجعلت التطورات المتسارعة التي تعيشها المملكة تُمثل قبلة الدين والدنيا للمسلمين وغيرهم، وتحول مصادر الدخل من الأساليب التقليدية إلى المصادر الحديثة لعدة مجالات؛ فهناك: النفط والغاز الطبيعي، الصناعات البتروكيماوية، والصناعات الثقيلة، وانتعاش الزراعة وتوفيرها فرص العمل لزيادة الإنتاج المحلي للغذاء، وتطوير السياحة كمصدر دخل جديد لزيادة استثماراتها في السياحة الثقافية، الترفيهية، والجغرافية، وتوفير الخدمات المالية والتجارية الوطنية والدولية، والاستمرار في استكمال البنية التحتية لخدمة الاقتصاد، وتوفير فرص عمل وطنية جديدة.

كما أن تحول المملكة إلى مصدر جذب للسياحة والتجارة والترفيه والحج والعمرة لم يأتِ من فراغ وإنما كان انعكاسًا لتطورات إيجابية في الاستثمار السياحي والترويج للثقافة والتراث السعودي، وزيادة التنوع في القطاع السياحي عبر تقديم تجارب سياحية متنوعة تشمل: السياحة الثقافية، الطبيعية، والترفيهية لمشاريع السياحة البيئية والرياضية، لتوفير البنية التحتية المتطورة للمطارات والفنادق والمرافق السياحية وقدرتها الهائلة لاستقبال الزوار. لما لذلك من دور في تعزيز التجارة بتطوير الموانئ والمناطق الاقتصادية الخاصة بجذب الاستثمارات الأجنبية، وكذلك تنظيم الفعاليات العامة والترفيهية كالمهرجانات والفعاليات الثـقافية والرياضية لجذب الاستثمار السياحي.
كما أن تطورات البنية التحتية للحج والعمرة في المشاعر والحرمين الشريفين أدت إلى استيعاب الأعداد الكبيرة من الحجاج والمعتمرين بشكل أفضل.
وقد اتضح ذلك بزيادة المسافرين إلى المملكة من قاصدينها للتجارة والسياحة والترفيه والحج والعمرة ودلالات ذلك بما تعكسه من اهتمام بالسياحة الوطنية، وتحسين بيئتها التحتية وتوفير الخدمات السياحية، وزيادة الاستثمارات في المجال السياحي، وما نتج عن ذلك من نمو اقتصادي وثقة عالية من المستثمرين والزوار بالاقتصاد السعودي، كما أن انعكاس زيادة المسافرين إلى المملكة أدى إلى تعزيز القطاع السياحي وإسهامه في زيادة عدد السياح ودعم الاقتصاد الوطني وتحفيز الاستثمار في البنية التحتية السياحية وخدمات الضيافة، ودور ذلك في توفير فرص العمل للسعوديين والوافدين؛ ونظرًا لزيادة الطلب على السياحة تم توفير العديد مِن الوظائف الجديدة في السياحة والصناعات المتعلقة بها.
مما أدى إلى زيادة الدخل الوطني بما ينفقه السائحون على الفنادق والمطاعم والتسوق والأنشطة الترفيهية، وكان للسياحة دور في تعزيز التبادل الثقافي الناتج عن تفاعل السياح مع الثقافة والعادات والتقاليد السعودية التي يُجسدها الشعب السعودي في تعامله معهم، وما وفره من فرصة لتعزيز التبادل الثقافي والتفاهم المتبادل بين الثقافات.
كما أن السياحة أدت إلى تحولها إلى قوة ناعمة لتحسين الصورة الذهنية الدولية للمملكة مما أدى إلى زيادة أعداد السياح وخروجهم بانطباع إيجابي عن المملكة والشعب السعودي.

عضو هيئة تدريس سابق بقسم الإعلام – جامعة أم القرى

د. فيصل أحمد الشميري

عضو هيئة التدريس بقسم الإعلام بجامعة أم القرى

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى