المقالات

المرأة عدوة المرأة

“المرأة عدوة المرأة” مقولة نسمعها ويرددها البعض حتى النساء أنفسهن، نسمعها أحيانًا في محيط الحوارات بالعمل وتجمع الصديقات والعوائل. حينما أسمع هذه الكلمة تشمأز منها مشاعري وترفضها أحاسيسي. لماذا ترددها النساء؟؟! لماذا نحن النساء قاسيات على جنسنا ونوصمه بالصفات السلبية؟؟! لماذا هذه القسوة؟! لعل ذلك مرتبط في اللاوعي؟! أو أنه نمط مجتمعي راسخ فنسارع لتبنيه وتأكيده؟! أم هو ماذا؟!

حتى وإن كان هناك فعلًا بعض الحالات هل يجب توكيدها بالتعميم بمقولات وأمثال؟! وتعزيزها بترديدها من جانبنا نحن النساء؟! أليس ذلك تأكيدًا على أنفسنا؟! لأن حين نردد “المرأة عدوة المرأة” هل نستثني أنفسنا؟! أو تأكيد أننا نمثل ذلك أيضًا؟!

نعم لا نختلف أن هناك حالات قد تكون فيها المرأة عدوة للمرأة ؟! ولكن هل هذا محصور على المرأة فقط ؟! أين الرجل من هذا؟! أهو الحليم الداعم للمرأة؟! حاليًا المنافسة في العائلة أو العمل ليس قصرًا بين النساء والنساء فقط، فكيف تصبح المرأة فقط العدو اللدود كما يشتهي البعض تسميتها بذلك!! بل نجد هناك منافسة بين الرجل والرجل ولكننا لم نسمع مقولة الرجل عدو الرجل؟! فلماذا؟! وحسب ما أرى في المحيط أن الرجال لا يسعون إلى ربط أي من الصفات السلبية لجنسهم في العلاقات بل دومًا يربطون سمات الرجولة والعزوة والدعم لبعضهم البعض حتى وإن كانت لم تكن محققة أصلًا.

أين عقولنا نحنا النساء من هذا ؟! أعقولنا نحن النساء في الزهرة وعقول الرجال في المريخ كما يدعون؟!
أعتقد أن الأوان آن نكون نحن النساء أيضًا في المريخ؛ فلا نكرر أي مقولات سلبية عن جنسنا؛ فنحن نستحق ذلك لأنفسنا ولأجل كل النساء في حياتنا. لو تأملنا مليًا سنجد أن أول امرأة تدعمنا من بداية وجودنا لهذه الحياة بولادة عصيبة تحملتها كل أم لتهدينا الحياة، ولو تأملنا مليًا كذلك سنجد أول صديقة صدوقة امرأة تشاركنا معها أحلى الأيام والذكريات، ولو تأملنا عميقًا لنجد أن العديد من زميلاتنا في الحياة والعمل قدموا لنا ومازالوا الدعم والمحبة. لنحتفي بهؤلاء النساء الحقيقيات في حياتنا. لنهديهن أجمل عبارات الثناء والامتنان. أتمنى أن يكون لنا موقف حيال كل الكلمات أو المقولات غير الجيدة والسلبية عن المرأة سواء كانت عن سواقة السيارة، والإدارة، والصداقة وغيرها؛ فلتقف عند قائلها ولا نرددها ولا نعطيها همًا وبالًا. ولنشارك أيضًا لتغير النمط السلبي إلى الإيجابي بمحاولة ضحد أي من هذه المقولات بأفعالنا الإيجابية مع بعضنا ومع من حولنا لنكون حراكًا نحو الأفضل، وفي الختام كل الشكر لكل امرأة في حياتي وحياتكن كان ومازال لها نور وضياء لدروبنا، أسأل الله لكن السعادة والرضا الدائم.. اللهم آمين..

– جامعة الملك عبد العزيز

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى