المقالات

من أجل الاتحاد

هل يجب على الاتحاد الاستسلام ورفع الراية البيضاء بناءً على الأحداث السابقة؟

في عالم كرة القدم، تتجلى الروح الحقيقية للمنافسة في لحظات التحدي الكبيرة، التي تُمثل اختبارًا حقيقيًا لقوة الإرادة والتفاني لدى الفرق. تُعد هذه التحديات الحاسمة لحظات تبرز قوة العمل الجماعي للفريق، وتعكس روحه الحماسية.
لكن السؤال الذي يتبادر في الأذهان وهو عنوان مقالنا اليوم، هل يجب على الاتحاد الاستسلام ورفع الراية البيضاء بناءً على الأحداث السابقة؟
يُقال: إن من يريد أن يستسلم؛ عليه أن يرفع الراية البيضاء، ولكن ماذا لو لم يكن لديه هذه الراية؟
إذا، تأملت في تاريخه الممتد لقرنٍ من الزمان، حاملًا راية “الانتصار” والفخر وصنع المستحيل وروح العودة من كل تحدٍّ لا يمكن التغلب عليه. وفي هذا الملعب، يجتمع أكثر من 60 ألف عاشق ومتيم، يهتفون ويرفعون راية تحمل لونين فقط الأصفر والأسود، لكن لن ترى الراية البيضاء هنا، فليس لدى هذا الكيان الأسطوري مكانًا للاستسلام.
إذا لن يستسلم الاتحاد. نعم، لن يستسلم الاتحاد، لأن لديه الدافع الكبير في المواجهة الحاسمة، بل ولديه القدرة على تخطي هذه الصعوبة بفوز يرفع من حظوظه للمنافسة القوية في هذه البطولة المهمة. وهو كل ما تأمله الجماهير الاتحادية من فريقها الذي تقف دومًا خلفه وتدعمه نحو تحقيق الإنجازات المختلفة. ألا تستحق أن تفرح.!!
ونطرح سؤالًا آخر بسيطًا: هل الاتحاد قادر على الفوز في ظل الظروف الحالية للفريق؟ نقولها بكل ثقة: «نعم»، الاتحاد قادر على الفوز وبقوة، فالروح القتالية والعزيمة والإصرار داخل الملعب خلال الـ90 دقيقة دافع قوي لتحقيق النتيجة الإيجابية خلال المباراة. ولكن.. هذه الأمور تحتاج إلى الدعم من الجانب الفني والتكتيكي من قبل الجهاز الفني بقيادة المدرب المتميز الذي يجب أن يعد الفريق نفسيًا قبل كل شيء، وفي هذه النقطة، أتمنى أن تقوم إدارة نادي الاتحاد بالعمل على الإعداد النفسي والتحدث إلى لاعبي الاتحاد كمجموعة وكأفراد قبل هذا اللقاء المهم لإخراج اللاعبين من أحداث المباريات السابقة. يجب أن يُمحى الاستسلام والإحباط من قاموس اللاعبين الذهني قبل اللقاء، ويدخل كل لاعب المباراة، ويعلم أنها مباراة 11 لـ 11 لاعبًا. الأهم أن يدرك اللاعبون أن تحقيق الفوز ممكن وليس مستحيلًا، وأن يعملوا جاهدين لتحقيقه، وأن يحترموا منافسهم وعدم الاستسلام حتى آخر ثانية من زمن المباراة والدخول بمعنويات عالية ترفع حظوظهم نحو الفوز.
كلمة للاعبين: أنتم تملكون الأرض والجمهور، فلا تجعلوا هذه الفرصة تفوت منكم إلا بالفوز وإسعاد الجمهور، بإذن الله. وتأكدوا كونكم لاعبين اتحاديين بأن هذه الحناجر التي تهتف وهذه الأيادي التي تصفق هي معكم وليست عليكم، هي تسندكم وفي الوقت نفسه تستند عليكم. اليوم يومكم، والملعب ملعبكم والجماهير جماهيركم، فلقد حان وقت الإنجاز، ونحن في شغف الانتظار بقوة كبيرة، وأملنا في تحقيق الانتصار والتأهل للنهائي والفوز بهذا الكأس الغالي كأس خادم الحرمين الشريفين.
إشادة:
إن العمل المؤسساتي المنظم لنادي الهلال يستحق الإشادة، حيث يُعتبر قاعدةً أساسيةً لنجاح الفريق في البطولات المحلية والقارية.
يتميز الهلال ببنية إدارية قوية ومحترفة تسعى دائمًا إلى تحسين الأداء وتوفير البيئة المناسبة للاعبين للتألق وتحقيق الانتصارات والأهداف المرسومة. ومن خلال هذا العمل المنظم، يُجسد الهلال القيم الاحترافية والتفاني، مما يسهم بشكل كبير في إيجاد بيئة مثالية.
ختامًا: هذه المباراة سوف تكون مختلفة تمامًا، فبدلًا من أن تتجه نظرات اللاعبين إلى هذا المدرج، ستتجه نظرات العشاق نحوكم يا لاعبي الاتحاد، يتوقعون منكم الروح القتالية والحماس والرغبة الجادة في تحقيق الفوز. فلتكن هذه الليلة سعيدة وهانئة لعشاق العميد، فأنتم من يستطيع صنع هذه الفرحة…

– دكتوراة في الإدارة والتخطيط

د. جوري البلادي

دكتوراة في الإدارة والتخطيط

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى