الصحافة الاستقصائية هي فرع من فروع الصحافة يهدف إلى كشف الحقائق والتحقق من المعلومات المختلفة، وكذلك الكشف عن الفساد والانتهاكات والممارسات غير القانونية أو غير الأخلاقية في المجتمع؛ حيث تعتمد هذه الصحافة على البحث العميق وجمع الأدلة والشهادات والمستندات لكشف المعلومات الهامة والحقائق التي قد يكون من الصعب الوصول إليها بشكل عادي.
وتمازج الفكر مع الطرح الإنساني.. يعني أن الصحافة الاستقصائية ليست مجرد تقديم الحقائق والأرقام والمعلومات؛ ولكنها أيضًا تعتني بالجانب الإنساني وتأثير الأحداث والقضايا على الأفراد والمجتمع، ويتمحور الاهتمام حول قضايا العدالة الاجتماعية وحقوق الإنسان والتأثير البشري للأحداث والسياسات.
ويمكن من خلال تمازج الفكر مع الطرح الإنساني للصحفيين الاستقصائيين أن يسلطوا الضوء على القصص الشخصية والظروف الصعبة التي يواجهها الأفراد المتأثرون بالمشكلات والفساد؛ حيث يُعزز هذا النهج الإنساني الفهم والتعاطف وتحفز على التغيير والعمل للإصلاح الاجتماعي.
وبشكل عام، الصحافة الاستقصائية التي تمتزج فيها الفكرة الإنسانية تعتبر أداة قوية للتوعية والتغيير الاجتماعي، وتعزز الوعي بالمشكلات والظلم وتعمل على إلقاء الضوء على القضايا التي قد تكون مهمة للجمهور والمجتمع بشكل عام.. وبالتأكيد الحفاظ على دور الصحافة الاستقصائية واستمرارها أمر ضروري لبقاء الشفافية؛ وعلى المجتمعات والمؤسسات الدعم والعمل سويًا لتعزيز وحماية صحافتنا الاستقصائية.
ويبقى الهدف النبيل للصحافة الاستقصائية حاضرًا؛ في رصد انتهاكات حقوق الإنسان وتوفير المعلومات الهامة للجمهور ومساعدته في اتخاذ قرارات مستنيرة؛ فيما تُساعد على توفير التوازن في تغطية الأخبار وتحليل القضايا المعقدة وتوفير رؤية شاملة ومتوازنة للجمهور، ومع التطور التكنولوجي؛ يمكن للصحافة الاستقصائية أن تستخدم وسائط وأدوات جديدة للكشف عن القصص والتواصل واستخدام التحليلات البيانية والبيانات الضخمة ووسائل التواصل الاجتماعي لتعزيز قدرتهم على تحقيق التأثير والتغيير.
إن تعزيز دور وحماية الصحافة الاستقصائية يتطلب العمل على الدعم المؤسسي من قبل الجهات الإعلامية والمؤسسات الصحفية؛ بتخصيص الموارد والتمويل الكافي لتمكين الصحفيين الاستقصائيين من القيام بأبحاث شاملة ومستمرة، وتوفير آليات سهلة وبرامج تدريبية متخصصة للصحفيين الاستقصائيين لتعزيز مهاراتهم وتطوير قدراتهم في جمع المعلومات، والتحقق منها وتحليلها.
كما نجده لزامًا في إتاحة الفرصة لاكتساب المعرفة والخبرات في مجال الصحافة الاستقصائية، وتعزيز التعاون بين وسائل الإعلام والمنظمات غير الحكومية والمؤسسات الأكاديمية، وإقامة الشراكات المثمرة في تعزيز الصحافة الاستقصائية وتبادل المعرفة والموارد.. ومعها إدراك الجمهور الأهمية العامة للصحافة الاستقصائية، إلى جانب إدراك الجمهور دوره بدعمها من خلال الاشتراك في الصحف والمجلات التي تقدم تقارير استقصائية، ودعمها عبر وسائل التواصل الاجتماعي والتعليقات الإيجابية.
