جدة تتمدد أفقيًا في معظم الاتجاهات: شمالًا، وشرقًا، وجنوبًا، فأبحر أصبح حيًا من أحياء مدينة جدة، وذهبان، وخليج سلمان، وصولًا إلى وادي الغولاء، وهناك مخططات على امتداد طريق المائة تنمو عمرانيًا بشكل متسارع.
أما مكة المكرمة فتمددها جغرافيًا متيسر جنوبًا، وغربًا؛ وشمالًا أصبح أكثر بطأً مع الاقتراب من ضاحية عين شمس الهادئة، لكن شرقًا مازال أقل من المستهدف بنسبة 48%، فهناك الكثير من المعوقات القديمة التي تحد من مسرعات النمو؛ بالإضافة إلى تزايد التشوه البصري والملوثات في الاتجاه الشرقي الشمالي مع استمرار حراج الخردة القديم وورش السيارات في موقعهما الحالي على مساحة تزيد عن مليوني متر مربع، وربما أكثر من ذلك.
ففي هذا الاتجاه المواجه لمشعري منى ومزدلفة من الناحية الشرقية هناك ملايين الأمتار من الأراضي البيضاء التي تقع على بعد أقل من 5 كليومترات من المسجد الحرام لم تطور، وستبقى كما هي (خام) ولو فُرضت عليها مزيدًا من الرسوم، فربما لملاكها وجهة نظر حول العوامل الربحية التي يجب أن تتوافر لاختيار توقيت التطوير، رغم أن التوقيت الآن هو الأفضل مع تسارع مشاريع الضيافة العملاقة في هذه المدينة المباركة، وإعادة تحديث الأحياء القديمة تِباعًا؛ سواء الأحياء العشوائية القابلة للاستثمار (كالكدوة)، أو الأحياء العشوائية المصنفة على أنها غير قابلة للاستثمار لكنها قابلة للتطوير والتحسين فقط.
فمدينة مكة المكرمة أشبه بورشة عمل مستدامة غربًا، وجنوبًا، ووسطًا؛ حيث تعيش مشاريع متسارعة ورائدة وعملاقة للوصول إلى أعلى المؤشرات الدولية؛ كي تكون واحدة من أفضل مدن العالم من حيث الضيافة والسكن وجودة الحياة والتعليم والصحة والاستثمار وكبيئة متقدمة لريادة الأعمال.
ولهذا؛ التطلع المجتمعي إلى مباشرة معالي الأمين الأستاذ مساعد الداود بنفسه لهذا الملف يحدوه الكثير من الأمل؛ لبحث الحلول العملية المؤثرة التي يمكن أن تقدمها الأمانة لتسهم في دفع الحالة الصفرية لتلك الأراضي البيضاء نحو مرحلة جديدة وسريعة من التطوير؛ لتصبح ضمن إطار الأحياء والمخططات الحديثة في مكة المكرمة خصوصًا مع الإزالات الجديدة في الاتجاهين الغربي والجنوبي من المدينة، وقُرب بدء السماح للأجانب بتملك العقار والاستثمار، والرفوعات المساحية القائمة للهنداوية والمنصور والبصنوي وحوش بكر ووادي زقلة والجزء الشعبي من حي الخالدية.
فمعاليه يعمل بكفاءة وحرص نحو تحويل مكة المكرمة إلى مدينة مزدهرة وحديثة وجاذبة، والأمانة تُعد شريكًا إستراتيجيًا للهيئة الملكية لتطوير مكة ودعم تحولها العصري إلى واحدة من أكثر مدن العالم تكاملًا؛ لذلك دعوة ملاك تلك الأراضي البيضاء للقاء معاليه مع فريق من مهندسي الأمانة لشرح حجم الحاجة إلى تطوير تلك المساحات الشاسعة، ووضعهم في الإطار العام النموذجي للتصور الجديد الذي يجب أن تكون عليه مدينة مكة المكرمة وفقًا لرؤية 2030، ومستهدفات الأمانة لجعلها مدينة رائدة، وأهمية مساهمتهم في طرح مزيد من المساحات للتطوير مع التوسع في استمرار عمليات تحديث الأحياء القديمة سيسهم ولو بنسبة 50% في معالجة وتحويل حالة الإبقاء الصفري لتلك الأراضي الشاسعة إلى مخططات نموذجية تتلاءم وواقع مكة المكرمة الجديد، مع تسريع نقل حراج الخردة القديم وورش السيارات من المعيصم إلى مقرهما في العكيشية جنوبًا لتعزيز ممكنات جودة الأحياء داخل المدينة، ودعم خطوات التطوير وإيقاف تمدد التشوه البصري ومصادر التلوث البيئي، فحراج الخردة في معظم مدن العالم في الأحياء الطرفية منها وليس في منتصف المدينة أو وسط الأحياء الحديثة.
إن معالي الأستاذ مساعد الداود يتفهم حاجات التطوير ويعمل من أجل ذلك، ويحث فرق العمل لديه على دعم كل الإستراتيجيات الممكنة؛ لتكون مكة المكرمة درة مُدن الدنيا، والوجهة الأولى عالميًا للمواطن والمقيم والزائر والمتعبد.
أحيي الأخ الزميل ،والصحفي الألمعي، الأستاذ سعد المطرفي، على مقالته القيمة، ومحتواها ومفرداتها المهمة والواقعية، التي ينبغي الاستفادة منها، بل والأخذ بتلك المقترحات التي ستخدم بلا شك مدينتنا المقدسة.
أخوكم/ الدكتور محمد بن حسين الحارثي الشريف.