لا يُسمى مرض ارتفاع الضغط بـ”القاتل الصامت” جزافًا؛ فهو يعمل على “إهلاك” الجهاز الدموي بصمت وفي غياب لأي أعراض ملموسة. فبحسب إحصائيات منظمة الصحة العالمية للشرق الأوسط المنشورة في العام 2019م؛ تُمثل أمراض الجهاز الدموي سببًا لما يُقارب 55% من إجمالي الوفيات في المنطقة وما يُقارب الـ 25% من الوفيات بالمملكة العربية السعودية، علمًا بأن ما نسبته 21% من السكان بالمملكة مشخّصين بارتفاع ضغط الدم المزمن بحسب إحصائيات وزارة الصحة الأخيرة!
ولارتفاع الضغط آثار على صحة الفم؛ فتجد المريض عُرضة أكثر لنزيف ما بعد الخلع – إن استدعت الحاجة لذلك – وأيضًا يكون عُرضة للنزيف اللثوي “العفوي” الذي لا يسبقه مسبب، كما يكون مريض ضغط الدم عُرضة أكثر لأمراض اللثة؛ فيصيبها انحسار كلي أو جزئي أو تنزف بكثرة فتصبح الأسنان أكثر عُرضة للسقوط، عدا عن الأعراض الفموية التي قد تُسببها العلاجات التي تعطى لمريض ضغط الدم؛ التي تتراوح ما بين التضخم اللثوي وما يعُرف بالحزاز وبعضها قد يسبب ظهور الحوم بالأغشية الفموية. أيضًا يكون مريض ضغط الدم المزمن عُرضة أكثر لحدوث أزمات صحية حين تلقي العلاج في عيادة الأسنان؛ بحكم الجلوس على كرسي الأسنان ساكنًا ومستلقيًا؛ فيصاب بما يعرف بارتفاع ضغط الدم الوضعي، هذا إن لم يكن يواظب على علاجه!
لذا يوصى أن يحافظ مريض ضغط الدم المزمن على
زيارة طبيب الأسنان للكشف الاحترازي بصفة دورية لمعالجة أي تحديات “فموية” قد تحدث، كما يجب على المريض الإفصاح لطبيب الأسنان عن تشخيصه والمواظبة على أخذ العلاج.
أذكر في إحدى المرات أن زارني بالعيادة مريض بحاجة لاستشارة طبية تخصّ أمراض الفم، فوجدنا عند فحص ضغط الدم الروتيني بأن ضغطه يفوق الـ 180/110؛ الذي يُمثل ارتفاعًا خطيرًا في ضغط الدم، فأبلغته بضرورة زيارة قسم الإسعاف بأقرب مستشفى عدا عن زيارته لنا – من باب الدعابة!
0