المقالات

غزة على خطى نجازاكي

إسرائيل لسان سليط ويد طويلة، وأعمال لا تتوقف ضد الإنسانية. هكذا هي منذ ولدت ولادة قيصرية مجهولة النسب، وتربت في حضن الوالدة متحجرة القلب أمريكا، ولكنها على إسرائيل قلبها يذوب نعومة ورقة، وبحكم أن الفلسطينيين المعتدين الذين طردوا اليهود من أوروبا، وجعلوهم يسكنون فلسطين بالقوة؛ فلذا غضبت عليهم أمريكا وبعض الدول الأوروبية؛ لأنهم فرطوا في وطنهم وسلموه لليهود، ونكالًا بهم حلفوا أنهم لن يروا يومًا طيبًا، ومنذ عام 1948 إلى الآن وهم يربون الفلسطينيين وفين يوجعك. نعم أنتم أنقذتمونا منهم؛ فقد كنا نصلي كل يوم لأجل يجدون لهم حتة يتدارون فيها بعيد عنا، ووعد بلفور خير شاهد. شكرًا على هذه الأريحية، وتقديرًا لكم وبناء على شكاويكم بأنكم تعبانين من حياتكم المُرة ومش لأيين يوم راحة. وما عندكم سالفة إلا القضية وبدنا مصاري وبدنا تحسين وضعنا، والأدهى والأمر بدكن دولة كمان، والمصيبة بدكن الأدس عاصمة. (لما تشوفوا حلمة أودانكم)، وتجاوبًا مع مطالبكم هذه وبالذات ضيقكم من الحياة. قررنا أن نساعدكم في التخلص منها وياليت يبان فيكم. والآنسة الرقيقة إسرائيل مفوضة منا لتقوم بهذا الواجب ردًا لجميلكم معها؛ لأنها تعرف من أين تحصد الأرواح ونحن متفاهمين معها هي تقتل ونحن في الظاهر نبدي قلقنا بكلمتين حلاهما قليل عشان نخزي عين العرب. المشكلة أنكم واهمون …فهل توجد أم تضرب ولدها، وبالذات إذا كان غير شرعي. صراحةً أنتم لا تقرأون التاريخ جيدًا ولا تقرون بأخطائكم. فأنتم في عام 1948 تفشخرتم وتبطرتم عن قبول الحل الأمثل والآن تدورون الفتات، والفتات بعيد عليكم وعلى شواربكم التي أزعجتونا فيها. شوفوا الزلمة كيف مفتل شواربه. بيوأف عليها الصأر. معقول شنب يوقف عيه طير ما هو صقر. لكن ما تبطلوا هياط، ونكاية في هذا المثل وبحكم أننا ما نؤمن إلا بالعمل حلقنا شنباتنا ملط وأمورنا فل الفل، كانت أمامكم فرص عدة وكل مرة تهدروها. وإسرائيل تنمو وتكبر، وإحقاقًا للحق الإخوة الفلسطينيين ما قصروا مع إسرائيل بل خدموها أكثر منا. فهم كل يوم يتخاصمون وانشغلوا بأنفسهم أكثر من اهتمامهم بقضيتهم، وبدلًا من أن تقوم إسرائيل بتفريق شملهم هم قاموا بذلك فصار عندهم دويلتان وحكومتان ووزراء وقادة وقضيتان بدلًا من قضية. إسرائيل ما قصرت مع (حكومة) غزة بقيادة حماس؛ فكانت توصلهم الرواتب لحد بابهم. مع أنها بين حين وآخر كانت تلهف من أموال السلطة. أما عرب إسرائيل الحلوين فهم عايشين في ثبات ونبات وخلفوا صبيان وبنات وعداهم العيب ما سمعنا مرة فتحوا تمهم بكلمة تزعجنا أو تؤثر على معنويات مكفولتنا إسرائيل… نرد على أمريكا وتابعينها أين الإنسانية والحقوق المدنية والقانون الدولي التي صميتم آذاننا به. تقولون إن إسرائيل لم تقم بإبادة جماعية فهي تلقطهم واحدًا واحدًا. مرة آنسة ومرة سيدة حامل ومرة نونو ومرة شايب ماله لزوم يعيش؛ فهي تؤمن بالمثل أكل اللوز حبة حبة وحتى بدون قلي ولا ملح عشان الذي عنده ضغط ما يتعب.. 34 ألف قتيل هل هذه مجرد مقبلات؟ مئات القتلى في هجمات يومية ومقابر جماعية ودفن بالشيولات هل هذا قتل لطيف ورحيم..؟! هدم المستشفيات والمدارس وتحطيم المباني وسيارات الإسعاف وقتل الصحفيين وعمال الإغاثة.. أليس ذلك أعمالًا عشوائية وإبادة.. إن عدد القتلى الفلسطينيين يوشك أن يساوي عدد قتلى القنبلة النووية على نجازاكي والذي بلغ أربعين ألفًا في الضربة المباشرة… نريد أن نعرف ما هو العدد أو الكيفية اللازمة حتى تسموا الأشياء بأسمائها. العمل على هدنة مؤقتة لا يغني ولا يسمن من جوع. كأن السفاح يقول خذوا لكم كم يوم راحة واستحموا وغيروا ملابسكم الوسخة حتى صرنا نقرف عندما نقتلكم. وكلوا وفرفشوا عشان نقتلكم وأنتم حلوين ومزأططين. إية هدنة أو فتات مساعدات.. شوية طحين مغموس بالدم تموت بين ذراته أجساد وتهدم حيوات وتذل نفوس. إشارة إلى مطالبة المجتمع الدولي؛ وخاصة بيان 17 دولة بما فيهم أمريكا باطلاق سراح الرهائن.. أين بيانهم من أكثر من خمسة آلاف فلسطيني خطفتهم إسرائيل من بعد 7 أكتوبر.. ورسالة لكل من يُحمّل العرب نتائج أفعال غير محسوبة. إن كل المجموعات الخارجة عن السلطة وبالذات التي لا هم لها إلا الحكم لم تكن يومًا رمز تحرير باعتمادها على القوة فقط بدون بصيرة. هناك من حرر وطنه ولم يتباكَ ولم يشتم الآخرين وأكل بيده كالجزائر ومثلهم إيرلندا. وفيتنام. ومانديلا الذي حقق بالعقل ما لم ولن تحصده بالفوضى ميليشيات الحشد والحوثي وحزب الله وغيرهم من العصابات المنفلتة، والله يخلف على الأمة العربية في كل إشكال وقضية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى