المجتمع السعودي لديه ظاهرة اجتماعية نادرة في المجتمعات الأخرى هذه الظاهرة فيما أراه جعلت من بعض نظريات ابن خلدون عن العقد الاجتماعي في الهامش قد يُصيب القارئ دهشة من مقدمتي هذه لهذا المقال؛ لكن الواقع السعودي يبرز لنا أن المجتمع السعودي لديه ثقافة تجعل منه شعبًا يختلف عن بعض الشعوب الشرق أوسطية بالتحديد، هذا الاختلاف مرده راجع للقيم الإسلامية والعربية، وأقصد بالقيم العربية القيم المتوارثة لدينا فنحن منبت القيم هذه، والتي كونت شخصية ابن الوطن وأبرزت هويته الخاصة.
من يُتابع التاريخ السعودي المعاصر والآني يقف عند ظواهر اجتماعية إسلامية وعربية منها:
1- إدراك ووعي بأهمية الوطن ووحدته رغم الصيحات والتيارات التي برزت من منتصف القرن الماضي والمتمثل في القومية العربية التي أسيء لفهمها وتطبيقها، وحولت لصدام وشعارات كثير منها يصعب تطبيقها في العالم العربي، ويلحظ المتابع للتاريخ السعودي أن أبناء الوطن _ ربما قلة نشاز _ تبنوا الحركات القومية فهم في منتصف القرن الماضي الميلادي حديثي عهد بحالة سابقة، ويؤمنون بالحفاظ على هذا الوطن الموحد الناشئ وهو مستقبلهم ومستقبل الأجيال، ومن الصعوبة التفريط في هذا الوطن لأجل شعارات ظاهرها النهضة وباطنها ما نراه من حالة سياسية متردية حتى اليوم في دول تبنت تلك الحركات وأسست من أجلها أحزاب فيما بعد أصبحت متصارعة.
2- الربيع العربي وماذا كان يفعل المجتمع السعودي؟
ظهر الربيع العربي والذي نرى نتائجه اليوم من حالة لا تسر في الأوطان التي تبنته؛ إذ نرى ونسمع حنين الكثير من أبناء تلك الأوطان للحياة ما قبل الربيع؛ بينما كان المجتمع السعودي يُمارس حياته الطبيعية دون الالتفات لتلك الشعارات والندوات التي يقال عنها فكرية وثقافية والتي تبث عبر قنوات تلفزيونية ذات ميزانة عالية وتنفخ النار لكن كان المجتمع السعودي يطفئ تلك النار من خلال ممارسة حياته الطبيعية ومناسباته الاجتماعية وأكبر صفعة تلقاها الربيع العربي ودعاته الاحتفال بعودة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبد العزيز آل سعود -رحمه الله- من رحلته العلاجية تلك الاحتفالات التي عمّت كل مناطق المملكة العربية السعودية ومحافظاتها عن طيب نفس وحبًا لولاة الأمر.
3- اليوم في شبكات التواصل الإجتماعي صور خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز حفظه الله يعبرون بالدعاء له بالصحة والعافية لما ألم به من عارض صحي.
خلاصة القول:
نحن شعب يثبت للعالم مدى وطنيته ومواطنته، ويظهر الانتماء أكثر قوة في أوقات التحديات والأزمات.
وهذه الظاهرة تستحق التجربة في الأوطان العربية الأخرى التي خدعتها التيارات الفكرية التي تتخذ من الثورات وخراب الأوطان وسيلة للخراب والتعبير.
الكاتب/ رزق الله بن حسن.