المقالات

قاهر السرطان يصعد لمنصات التخرج

صياغة قصة من القصص أو بناء موضوع في مجال أو تخصصٍ معين؛ يبدأ “سرده” من العنوان والانتقال إلى المقدمة، ومن ثم الخوض في الفكرة الرئيسية للمحتوى المراد الكتابة عنه؛ ولكن عند الحديث عن الأبطال وسرد تجارب من يقهرون الألم ويتعدون المصاعب.. عندها تتغيّر المعادلة والطابع السائد في تركيبة مثل هذه المضامين.
الطالب/ صالح بن عبدالله البرّاز؛ خريج كلية الحقوق بجامعة الملك فيصل؛ الذي شاء مرض السرطان أن يتمكن منه.. أبى إلا أن يكون عريسًا متوجًا في حفل الخريجين بالجامعة؛ إذ خصّه صاحب السمو الملكي الأمير سعود بن نايف بن عبد العزيز أمير المنطقة الشرقية إبان رعايته لهذا الحفل بتقبيل رأسه في مشهد أبوي يؤكد شيم ووفاء القيادة الرشيدة، وقُربها من المواطن في مختلف الظروف؛ لتسكب بعدها الدموع وتذرف العبارات.. لأنه سيعود هذا الطالب إلى المستشفى للخضوع لجُرعات الدواء الكيماوي.. كان الله في عونه، وهو القادر على أن يلبسه ثوب الصحة والعافية.
كلمات شكر وعبارات ثناء أهمسها في آذان رئيس جامعة الملك فيصل المكلف الدكتور/ مهنا بن عبدالله الدلامي؛ على تزيينه ثوب الجامعة بنقوش الإنسانية ومعاني الترابط المجتمعي الذي رسخته نهجًا وسلوكًا وأسلوب عمل في مسيرتها التعليمية؛ لتكون تجربة مثرية وقصة نجاح تروى لجامعاتنا السعودية.. وخاصة عندما تُذاع رسالة الخريج “البرّاز” نصًا أمام زملائه طربة نقية بدون تعديل أو تغيير؛ تحقيقًا لطلبه وتلبية لرغبته؛ والتي كان مفادها أن يفسح له المجال بالسلام على سمو أمير المنطقة الشرقية؛ في هذه المناسبة الغالية على نفسه.. ألف مبروك له هذا التخرج، وأدام عليه السعادة والنجاحات المتوالية.
كانت للجنة الطبية بمستشفى الملك فهد التخصصي بالدمام.. الدور في تمكين بطل قصتنا من حضور حفل تتويجه بالتخرج بتأجيل جلسة العلاج الكيماوي؛ حتى يتمكن من مشاركة زملائه الخريجين فرحتهم؛ لتزامن موعدها مع موعد حفل التخرج.. إنها الإنسانية في أبهى صورها.. وليس ذلك بغريب على جامعة ومستشفى يحملا اسمي رمزين غاليين على تاريخ المملكة والعالم بأسره.. وهو الملك فيصل والملك فهد -رحمهما الله-.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى