من أشد تجليات نقائص الإنسان أن تقدمه في مختلف مجالات الحضارة قد انبثـقت عنه كوارثه ومآسيه:
– فالكثير من التقنيات المتقدمة في مجال الكومبيوتر والطيران ومختلف التطورات التقنية تمخضت عنها الحربان العالميتان؛ ففي حالة الحرب تُحشد وتُستنفر الطاقات الإنسانية نحو الابتكار.
– قبل الحرب العالمية الثانية كان الأوروبيون يعتنقون أفكارًا عنصرية تؤكد تميز الجنس الأبيض أما بعد اندلاع العنصرية النازية المدمرة؛ فقد أدركوا خطأ وخطورة المزاعم العنصرية؛ فتغيرت رؤيتهم عن أنفسهم وعن الأجناس البشرية الأخرى؛ فالفظائع النازية هي التي أيقظت الإنسان الأبيض وجعلته يتخلى عن دعاواه بامتيازه، وهي التي هيأت أمريكا للتخلي عن العزل العنصري؛ فاستجابت لحركة مارتن لوثر كنج، وهي التي أسهمت في أن يتخلى الغرب عن مساندة العزل العنصري في جنوب أفريقيا.
– تمخضت الحربان العالميتان عن تطورات طبية متنوعة وعظيمة سواء بسبب الإصابات الجسدية التي تصيب الرأس فتكشف وظائف أجزاء الدماغ أو على المستوى النفسي؛ حيث نجد صدمات الحروب قد كشفت لعلماء النفس آليات النفس البشرية.
هكذا هو الإنسان حتى مزاياه تمخضت عنها نقائصه ومآسيه..
0