المقالات

مواقف وطرائف (سياسية)!!

إن الزعماء والقادة السياسيين الذين يقومون بزيارة الدول الأخرى؛ لغرض تعزيز التنسيق والتفاهم وزيادة التعاون فيما بينهم، لا يسلمون في بعض الأحيان من مواقف ومفاجآت طريفة، وتحدث بطريقة غير مقصودة، تنتظرهم أثناء الزيارة، من ذلك ما حدث للرئيس اللبناني الأسبق “شارل حلو”، أثناء زيارته الأولى لدولة الكويت في شهر تشرين الأوَّل من عام 1966م.
وقتها أراد رئيس قسم التنسيق في إذاعة الكويت تكريم الرئيس اللبناني “شارل حلو”، بأغانٍ ترحيبية تحمل اسمه، فطلب رئيس الإذاعة الكويتية في تلك الفترة من أرشيف إذاعة الكويت تزويده بكل الأغاني التي ترد فيها كلمة “حلو”…ليقوم ببثها أثناء مراسم استقبال ضيف الكويت الكبير الرئيس اللبناني “شارل حلو”؛ وذلك كوسيلة ترحيب بالرئيس اللبناني “شارل حلو”.. كانت الأغنية الأولى التي جرى بثها أثناء الاستقبال تقول بعض كلماتها: “يا حلو صبح يا حلو طل…يا حلو صبح نهارنا فل”، من أداء المطرب المصري الشعبي محمد قنديل، ومن ألحان الملحن المصري محمد الموجي.
أما الأغنية الثانية التي تمَّ بثها أثناء مراسم الاستقبال، فقد كانت تقول إحدى كلماتها: “قلي يا حلو منين ألله جابك” للمطرب والموسيقي الشعبي العراقي “خضيري أبو عزيز”.. وعند إذاعة هذه الأغنية في إحدى فقرات حفل الاستقبال، أصاب الإحراج الضيف اللبناني ومضيفيه الكويتيين.. وتفاجأ الجميع حينما استمعوا لأغنية “خضيري”؛ وخاصة عندما كان في أحد مقاطعها يقول: “قل لي يا حلو شجابك علينا…إمك جابتك وإحنا ابتلينا”، فكادت هذه الأغنية أن تسبب أزمة دبلوماسية بين البلدين وقتها، ما استدعى إقالة رئيس الإذاعة الكويتية الذي لم يسمع الأغنية كاملة، فقد اعتمدها فقط كونها تحتوي على كلمة “حلو” … وتم تقديم الاعتذار الرسمي من دولة الكويت للرئيس اللبناني “شارل حلو” على هذا الموقف غير المقصود.
ومن المواقف الطريفة أيضًا؛ ما حدث للرئيس المصري “أنور السادات” أثناء زيارته لدولة البحرين في عام 1955م، وهو في طريقه لزيارة دولة الكويت، فقد ذكر الرحالة والسياسي البريطاني “ويليم بالجريف” في مذكراته، وقد كان وقتها مستشارًا لحكومة دولة البحرين، اقتبس منها التالي: “إن الجماهير البحرينية بهرتها ثورة 23 يوليو 1952م، التي قام بها الضباط الأحرار بقيادة الرئيس “محمد نجيب” و”جمال عبد الناصر”، ورفاقه ومنهم “أنور السادات”.
لذلك ذهبت تلك الجماهير يومها إلى المطار لاستقبال “السادات”، وكان الجو ممطرًا، وأرض المطار مملوءة بالوحل، وعند وصول طائرة الزائر المصري اندفعت الجماهير وحملته على أكتافها.
ولسوء الطالع انزلقت رجل أحدهم بسبب الوحل، وكان هذا الرجل هو من بين الذين يحملون “السادات”، فسقط على الأرض وتلوثت ملابسه بالماء والوحل، ويقول “بالجريف” في مذكراته: كان “السادات” غاضبًا جدًا، وقد تم الاعتذار له ولمرافقيه إلى باب السيارة التي كانت تنتظره في داخل المطار، وعند وصوله إلى قصر الضيافة البحريني طلب من المسؤولين البحرينيين تزويده بماء ساخن، وصابون، حتى يتمكن من تنظيف ملابسه”. (انتهى الاقتباس).

أ. د. بكري معتوق عساس

مدير جامعة أم القرى سابقًا

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى