نظم الشاعر الدكتور عبدالله محمد صالح باشراحيل قصيدة رثاء في معالي الدكتور عبدالله بن سالم المعطاني، تنفرد صحيفة مكة بنشرها:
مَا أَطْوَلَ الْأَيَّامَ تَقْصُرُ بِالرَّحِيلِ!
وَالدَّهْرُ مَا أَقْسَاهُ يَبْذُلُ كَالْبَخِيلِ
بِرَحِيلِ (عَبْدِ اللهِ) قَدْ رَحَلَ الْمُنَى
كُلُّ الْعُيُونِ تَسُحُّ بَالدَّمْعِ الْجَزِيلِ
وَعَلَيْهِ كَمْ تَبْكِي الْقُلُوبُ أَلِيمَةً
مَنْ مِثْلُ (عَبْدِ اللهِ) بِالْقَدْرِ النَّبِيلِ؟
الشَّاعِرُ الْفَهْمُ الْأَدِيبُ المُجْتَبَى
وَهُوَ الْوَزِيرُ هُوَ المُتَوَّجُ بِالْأُصُولِ
تَنْعِاهُ (مَكَّةُ) لَا (هُذَيْلٌ) وَحْدَهَا
كُلُّ الْبِلَادِ بَكَتْهُ بَلْ كُلُّ الْقَبِيلِ
جَمَعَ الْقُلُوبَ عَلَى مَحَبَّتِهِ وَقَدْ
جَعَلَ التَّوَاضُعَ رَجْعَ مِنْهَاجٍ أَثِيلِ
حَازَ الْمَعَالِيَ بِاقْتِدَارٍ لِلسَّنَا
وَعَلَى ذُرَى الْأَمْجَادِ أَشْرَقَ لِلْعُقُولِ
وَالْيَوْمَ وَدَّعَنَا عَلَى عَجَلٍ مَضَى
رَكِبَ السَّوَابِقَ مِنْ أَعَارِيبِ الْخُيُولِ
للهِ وَالْعُمْرِ الْبَهِيجِ يَحُفُّهُ
وَرْدٌ وَرَيْحَانٌ تَنَامَتْ فِي الْحُقُولِ
قَدْ غَادَرَ الدُّنْيَا وَمِنْ قَطْرِ النَّدَى
وَجْهُ الرِّضَا يَنْشَقُّ كَالْبَدْرِ الْجَمِيلِ
مَنْ يَسْأَلُ الْمَوْتَ الصَّمُوتَ مُضَرَّجًا
بِمَقَادِرِ الْآجَالِ جِيلًا بَعْدَ جِيلِ؟
وَمَنِ الَّذِي يُحْيِي الْخَلَائِقَ كُلَّهَا
يَوْمَ الْمَعَادِ وَمَنْ يُجلِّلُ بِالْقَبُولِ؟
اللهُ مَنْ خَلَقَ الْحَيَاةَ هُوَ الَّذِي
يَسْتَرْجِعُ الْأَكْوَانَ مِنْ جَدَثِ الْأُفُولِ
وَهُوَ الَّذِي يَهَبُ النَّعِيمَ مُقَدِّرًا
مُتَفَضِّلًا يُعْطِي وَيَمْنَعُ عن قَلِيلِ
لَكِنَّهُ الرَّحْمَنُ يَرْحَمُ مَنْ غَوَى
إِنْ تَابَ أَوَّابًا إِلَى هَدْيِ الرَّسُولِ
فَلْتَرْحَمِ اللَّهُمَّ (عَبْدَ اللهِ) يَا
مَنْ ذَا يَحِنُّ وَمَنْ يَمُنُّ عَلَى النَّزِيلِ
أَسْكِنْهُ فِي الْفِرْدَوْسِ فَضْلًا وَقِرًى
وَجَمِيعَ خَلْقِكَ مَنْ يُوَحِّدُ بِالْجَلِيلِ