المقالات

المتسلقون والنفاق الإداري

يضج العمل الإداري بمجموعة من السلوكيات التي تحوَّل بعضها إلى ظاهرة، ومن أبرزها ما يُسمى (النفاق الإداري)؛ حيث يُمارس بعض المديرين أعمالهم وسط موجة متضاربة من التزلف والنفاق الإداري الذي يقوم به بعض الموظفين، والحقيقة أن من المديرين من يرتاح لهذه الموجة من منطلق الذكاء الإداري وظنًا منه أنها تُحقق مصالح ذاتية، وأنها إحدى طرق التمكن والسيطرة وبسط النفوذ والوصول للأهداف الشخصية، وهذا ما يُعرف بسياسة (ضرب الخصم بالخصم)، ولكن الواقع أثبت أن النفاق الإداري الذي يُمارسه المتسلقون يستهدف أولًا تحقيق طموحاتهم الشخصية، وأولها الإطاحة بالمدير الذي يُشكل عقبة رئيسة في طريق المتسلق وتنكشف أساليبه وطرقه فيما يظهر من مشكلات وعقبات، وهنا تتأكد صحة المثل القائل: (من نم لك نم عليك) من نقل إليك عن الآخرين فسينقل للآخرين عنك.
وهذه الأهداف المتعارضة بين المدير ومجموعة “المتسلقون” تؤدي لبيئة عمل مشحونة بالتوتر والصراعات والمكائد، وتنعكس آثارها على المدى القريب قبل البعيد؛ فليس للنفاق بصفة عامة أي مردود حسن ولا يمكن من خلاله تحقيق الأهداف المرجوة.
فلذلك هلا سمعت نصيحتي يا عزيزي المدير، ومارست الإدارة بالتجوال والإدارة بالشفافية؛ للتخلص من تبعات النفاق؛ فماذا استفاد من سبقوك ممن ارتضوا هذا النفاق الإداري وسمحوا للمتسلقين بممارسته سوى أرتال من السيئات تُثقل كواهلهم وحقوق أهدرت وظلم قد أحصي عليهم، وسيجدونه في صحائف الأعمال يوم القيامة حين تجتمع عند الله الخصوم.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى