المقالات

العمالة الأندونيسية وتأشيرات الأفراد

شاهدتُ لقاءً مُتلفزًا، أعده وقدمه الدكتور/ زيد الفضيل، مدير البرنامج الثقافي بمركز الخليج للأبحاث، في برنامج تفاصيل، مع سعادة السفير عصام بن عابد الثقفي، والحقيقة كان لقاءً ثريًا بكل ما تعنيه الكلمة، تمَّ من خلاله تسليط الضوء على سيرة سعادة السفير عصام الدبلوماسية الفاعلة والمميزة، أنا شخصيًا تعرفت في ثنايا هذا اللقاء، على الجهد الوطني الجبار لوزارة الخارجية السعودية، من خلال مواقع السفراء ومسؤولياتهم الجسام تجاه تمثيل الوطن لدى جميع دول العالم، وعلى النطاق الشخصي أبحرت في أعماق شخصية سعادة السفير المرموقة من جميع الجوانب، فهو السفير الوحيد الذي تسنم مسؤولية سفارتين في آن واحد، هما سفارة السعودية في النرويج وسفارة السعودية في جاكرتا؛ ولذلك تم وصف هذه الحالة في برنامج تفاصيل هكذا (عصام عابد الثقفي، سفير بين قطبين) وسعادة السفير عصام من السفراء القلائل الذين يُشار لهم بالبنان في ملء المنصب كفاءة ومهنية وأخلاقًا، وهذه الأخيرة يشهد بها كل من تعامل مع سعادة السفير، خصوصًا عندما كان سفيرًا في جاكرتا في أيام جائحة كورونا، وما أصاب الناس من ذعر ورغبة في السفر والعودة للوطن، فتعامل أبو عمرو مع هذا الموقف بكل اقتدار، وأصبح مقر عمله تقريبًا في مطار جاكرتا، كي يبقى قريبًا من الناس لحل مشاكل السفر في زمن قياسي، بالشكل الذي يُلبي طلبات الجميع ..
والملف الآخر الذي بذل فيه سعادة السفير جُل جهده ووقته، هو ملف العمالة الأندونيسية الذي توقف بضع سنوات، ومازلنا ننتظر من سعادة السفير إكمال جهده الذي بدأه حتى ولو كان خارج السلطة، فلديه من الأدوات ووسائل التأثير الناجحة، ما يجعله يتمكن من إكمال تلك المهمة، بالتنسيق مع سعادة السفير الجديد ووزارتي العمل السعودية والأندونيسية، فالشعب السعودي بحاجة ماسة إلى إعادة استقدام العمالة من أندونيسيا للأفراد، كما كان سابقًا مباشرة دون أي وساطة من قبل الشركات؛ لأن الشركات المرخص لها بالاستقدام من أندونيسيا، وضعت أسعارًا فلكية وأنظمة مجحفة بحق المواطنين البسطاء الذي يحتاجون إلى العمالة الأندونيسية تحديدًا، لأنها العمالة المناسبة التي استحسنها جميع المواطنين، ولهذا فإن إعادة الاستقدام من خلال منح التأشيرات للأفراد مباشرة، لا يعيقه أي عائق إذا توافق الطرفان وتضافرت الجهود السعودية الأندونيسية، من خلال العمل الجاد والمشترك، الذي يخدم المصالح العامة، ويحقق أهداف ورغبات الطرفين..

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى