المقالات

اقتراح باستحداث مظلة إشراف مركزية لتصميم وتنفيذ وتوحيد مناسبات استعراض القطاعات العسكرية

يُعتبر العرض العسكري لأي دولة هو الواجهة الحضارية للتقدم والتفوق والانضباط العسكري لجميع قطاعات الدولة الأمنية والدفاعية البرية والبحرية والجوية، والتدريب العسكري في جميع القطاعات العسكرية في وطننا الغالي يمتاز بمهارات وقدرات عالية تعكس اهتمام الهرم القيادي لكل قطاع، والذي يُجسد اهتمام ولاة الأمر -حفظهم الله- من خلال الرعاية الكريمة لحضور احتفالات العرض العسكري في المناسبات الوطنية ومناسبات التخريج وغيرها من المناسبات الأخرى.
ومن خلال ما يُشاهد في النقل التلفزيوني لمناسبات الاستعراض العسكري وحركة مشاة الطوابير الذي تنقلها عدسات الكاميرات لجميع دول العالم.
فإن هناك بعض الملاحظات التي تحتاج إلى دراسة من المختصين لإيجاد الحلول المناسبة لها لكي يتوج تألق العرض العسكري بما يعكس جهود وجودة مهارات التدريب في القطاعات العسكرية المختلفة، ومن تلك الملاحظات التالي:
أولًا: أداء الفرق الموسيقية
1- لكل قطاع عسكري فرقته الموسيقية التي تُشارك في العرض العسكري وكل فرقة موسيقية في كل قطاع لها تدريباتها الخاصة، وتقدم جهودًا مشرفة في أداء عملها، ولكنها تتفاوت عن الأخرى في جودة الاختيار المناسب لموسيقى العرض وجودة إتقان العزف ودرجة وسرعة الإيقاعات والإخراج الصوتي .
2- بعض الاختيارات الموسيقية لا تتوافق مع قوة وجمال العرض لأسباب جوهرية منها غياب أهمية الانتباه إلى هندسة الصوتيات في ظل تداخل صوت صدى مكبرات الصوت في ميدان العرض، وغياب الانتباه إلى ضبط سرعة الإيقاع وفق خطوة مشاة موزونة الذي يربك جودة العرض، وبالتالي يؤثر في تماسك اتزان المسير، ويخرج المشهد بصورة تظلم الصورة الحقيقية المُشرفة والمتألقة التي تعكس التقدم الحضاري للتفوق العسكري.

ثانيًا: جودة مهارات النقل التلفزيوني
1- لا أحد ينكر مهارات وإتقان المصورين والإخراج التلفزيوني، ولكن يلاحظ أن مهارات دقة التصوير يغيب عنها انتقاء المواقع والزوايا المناسبة لإخراج مسير المشاة عسكريًا، والتي تعكس جودة فنون ومهارات تناسق وترتيب العرض للمشاه وتناغم صفوف الطوابير؛ فتخرج الصورة في نظر المصورين والمخرجين أنها ناجحة وموفقة، ولكنها للمراقب العسكري المختص تختلف تمامًا بسبب اختلاف حقيقة المشهد لوجود بعض الخلل الذي يظهر المشهد؛ وكأنه خلل وقصور في جودة العرض العسكري؛ فيظلم جودة إخراج العرض الحقيقية، وبالتالي يظلم جهود مهارة التدريب المبذولة.
2- غياب التنسيق المشترك بين قيادة التدريب وقيادة فرقة الموسيقى وقيادة الإخراج التصويري للجمع بين إيقاع الموسيقى، واختيار زاوية حركة مسير المشاة ورتل الطوابير.
3- الصورة تتنقل بجهود فردية من ميدان العرض إلى منصة الضيوف دون مراعاة لتركيز التصوير على أحقية وأولوية إخراج جمال تناسق وتناغم مشهد العرض.
4- تصوير المشاهير والأفراد عبر أجهزتهم الخاصة التي قد تعكس صورة سلبية عن العرض، وهو ما يتوجب منعهم وإلزامهم بأخذ لقطات التصوير من تلفزيونات القنوات الرسمية المعتمدة من القيادة المركزية.
الحلول:
يرى الكاتب أن هناك خُبراء عسكريين متخصصين، ولديهم قدرات ومهارات عالية في معرفة جودة الاستعراض العسكري، ومقارنته في الميدان وخلف شاشة التلفزة، واستنباط مكامن الخلل سواءً في أداء الطوابير أو أداء الموسيقى أو أداء التصوير والإخراج التلفزيوني؛ حيث يرى الكاتب أن احترافية التصوير والإخراج الإعلامي بعيون عسكري .
له دوره الإيجابي في إظهار الصورة الحقيقية، وله دوره في تلافي وإخفاء بعض العيوب -إن وجدت- كما أن اختيار معزوفة الموسيقى التي تمتاز بالإيقاع العسكري وضبط مستوى سرعة الإيقاع أمر مهم، وله دوره الفعال في المحافظة على جودة مهارة ودقة وتوحيد حركة المشاة، ويحافظ على تماسك رصف صفوف طوابير الاستعراض.
وبالتالي يبرز جودة ومهارة التدريب ،ويأمل الكاتب في أن يكون هناك مظلة مركزية إشرافية مختصة مُشكلة من (مدربي المشاة – الفرقة الموسيقية- فريق التصوير – مهندسي الصوت – فريق الإخراج التلفزيوني)؛ لتصميم وتنفيذ وتوحيد العروض العسكرية في جميع قطاعات الدولة العسكرية بما يعكس أجمل صورة تُعزز حقيقة ما تعيشه المملكة العربية السعودية من نهضة حضارية تواكب التطور والتقدم العالمي في القطاع العسكري، وأن يتم توحيد جميع حفلات الاستعراضات العسكرية بناءً على قاعدة مهام وواجبات محددة كعمل مؤسسي مُستدام قابل للتطوير والتجديد عند الحاجة من قبل الإدارة المركزية للمظلة الإشرافية، ودامت بلادي المملكة العربية السعودية رائدة في كل تقدم عسكري ووطني .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى