الحج على الأبواب والقادمين لأدائه بالملايين، والمسجد الحرام هو المقصد والمنتهى، والطرق والمسالك المؤدية إليه مُيسرة، ومأمونة، وهذه الطرق رغم سعتها وحداثتها إلا أنها تُعاني في أغلبها من ارتدادات وطوابير وفترات انتظار للمركبات المتجهة إلى مكة من جميع الاتجاهات. وخصوصًا عند مرورها بنقاط المراقبة والتفتيش وتوقفها الضروري، وهذه النقاط تحتاج إلى تطوير يتناسب وحركة المرور بزيادة عدد المسارات وهي وإن كان التحكم بها يتم من خلال التواجد الأمني والمروري إلا أنها تفتقد إلى المسارات المتعددة التي تضمن سرعة المرور والتجاوز؛ حيث تتباطأ حركة المركبات وتتأخر إلى الدرجة التي يقضي فيها من بداخل المركبات وقتًا طويلًا من الانتظار، خصوصًا أن فيهم المريض والمسن. وليس لرجال الأمن ذنب في ذلك؛ فدورهم في التحري والاحتراز يفرض عليهم التدقيق خصوصًا أن من ضمن مسئوليتهم التحقق من عدم مرور غير المسلمين وغير المصرح لهم بالحج؛ ولأننا في كل موسم نجد جديدًا فقد امتاز طريق “جدة مكة” السريع بمساراته المتعددة، ونقطة التفتيش المتميزة فيه، والمجهزة بأحدث الأجهزه الرقمية التي ترصد كل شاردة وواردة، وهو ما يحسب لوزارة الداخلية وجهازها الأمني؛ ولأن هذا الطريق يمر به قرابة 30% من حجم قاصدي المسجد الحرام أما البقية الباقية من الحجاج فتقدم من الاتجاهات الأخرى، وأحسب أن الغالبية العُظمى تمر أولًا بطريق المدينة المنورة، ويليه في الكثافة طريق الطائف السيل، ثم طريق مكة جدة القديم وطريق الطائف الهدا، وطريق الليث مكة ولذلك فإنني أرى أنه من الضروري أن تنال هذه المنافذ الاهتمام والمتابعة والشروع في تصميمها وتطويرها بما يتناسب وحجم الحركة مثلها مثل طريق جدة السريع. الذي سبق وتناولته “بصحيفة مكة الآن” في حج عام 2019م بمقال عنوانه: (نقاط الفرز على مداخل مكة)، وكانت الاستجابة سريعة حيث تم التنفيذ خصوصًا وأن الحج عندنا للأبد؛ وبذلك يتم إحكام السيطرة الأمنية وتخفيف المعاناة فصفوف الانتظار تُمثل ضغطًا على رجال الأمن؛ مما يجعلهم في حيرة بين إحكام السيطرة أو التراخي لتخفيف المعاناة كما أن أي تأخير يؤثر سلبًا على النواحي الاقتصادية؛ فهذه الطرق تُعد منافذ للمارين بها من حجاج ومواطنين بمختلف فئاتهم إضافة إلى البضائع والتجهيزات التي تحتاجها مكة المكرمة والمشاعر بشكل مستمر. ولذلك فمن المهم الشروع من الآن بالمتابعة، والدعم بالقوة اللازمة والتأكيد على فتح جميع المسارات، وعدم ترك الأمر في يد بعض العاملين خصوصًا أن أمن الحاج وسلامته هو الشغل الشاغل لولاة الأمر -أيدهم الله- فهو همهم الأول، والله من وراء القصد.
-مدير شرطة العاصمة المقدسة- سابقًا