المقالات

مهارة التغافل

قناديل مضيئة

التغافل عن الأخطاء البسيطة فن لا يحسنه كثير من الناس، ولكنه خلق عظيم تتوارى بفعله كثير من الخلافات والمشاحنات التي قد تقود إلى قطع العلاقات لأسباب تافهة وبسيطة يمكن تجاوزها وحلها، وقد قيل تسعة أعشار حسن الخُلق في التغافل، ويحتاج الزوجان إلى إتقان هذا الفن وهذه المهارة في التعامل بينهما.. فالتجاوز عن بعض التصرفات والتفاصيل الصغيرة يؤدي بدوره إلى حياة زوجية ناجحة وسعيدة بعيدة عن المشاكل. إن الإسراع في اللوم والعتاب والتأنيب والمطالبة بالدفاع عن النفس، وربما بطريقة فظة وغليظة وبعبارات ربما تكون مستفزة بسبب زلة لسان أو نسيان موعد أو عدم تذكر موعد سابق أو تأخر في إعداد طعام أو إزعاج أطفال، وما إلى ذلك من الأمور التي يمكن تجاوزها والتغافل عنها في حينها قد يؤدي إلى نشوء مشكلة كبيرة لا أساس لها في الواقع، وقد تهدد كيان الأسرة وهدم أسوارها في حين أن المسألة لا تتجاوز أن تكون خطأ بشريًا غير مقصود قد يقع فيه أي إنسان حتى وإن كان ذلك بشكل متكرر خاصةً إن الزوجين في بيتهما يتصرّفان بعفوية ومن دون تكلّف.. ومن المهم جدًّا أن يقتنع الزوجان ببعضهما؛ فليس هناك شخصُ كامل بل إن الكمال لله وحده ولكل إنسان جوانب إيجابية وأخرى سلبية قد يمكن تجاوزها والتغافل عنها في حينها، وقد يكون أحد الزوجين قد تغافل كثيرًا وتجاوز كثيرًا عن شيء ما من هذه الأمور التي يرى مع صغرها أن السكوت عنها أمر مستفز ولا يستطيع الصبر عليه؛ فمن المهم جدًّا اختيار الوقت المناسب والأسلوب المناسب لسماع الشريك ومناقشته، ووضع الحلول المناسبة مع التذكير بقيمته ومكانته في قلب شريكه.

نبض كاتب
هلا تـغافـلـنـا معًا
فكـلانـا لـنـا سـكن
نقضي بقية عمرنا
بلا مشاكل أو محن

د. محمد بن علي القرني

المستشار التربوي والأسري

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى