كانت تجربة ناجحة جدًّا أيام جائحة كورونا، وكانت أكثر من رائعة باستمرارية التعلّم للمقررات الدراسية وللمناهج والمحاضرات في الجامعات دون انقطاع، ومن ثم عاد الطلاب والطالبات بعدها (والعود أحمد) في نفس اليوم المكان والزمان للفصول والقاعات بعد (زوال الغُمة عن الأمة). لكن الآن، مع تطور الأجهزة التكنولوجية والإنترنت، عاد “التعليم عن بُعد” مع “الظواهر المناخية” لأكثر من أيام في بعض المدن (هنا أو هناك) ويتم تعليق الدراسة حرصًا على سلامة جميع الطلاب والطالبات. فأصبح “التعليم عن بُعد” بديلًا عن الدراسة الحضورية للتعليم في الجامعات والمدارس بسبب الظواهر المناخية والطبيعية.
ونذكر هنا بعضًا من مميزات وسلبيات “التعليم عن بُعد” عند الاستمرار به لبعض المحاضرات والبحوث والمقررات الدراسية فى الكثير من الكليات والمعاهد في الجامعات.
المميزات:
* تجارب ناجحة وضرورية للاستمرار في التعلم وإكمال المسيرة العلمية والتعليمية دون انقطاع.
* لا عذر للمعلمين والمعلمات عند الحاجة لتعليم الطلاب والطالبات عن بعد؛ وذلك باستغلال التكنولوجيا الحديثة في التعليم الإلكتروني والاستمرار التحصيلي بدون تأخير حسب خطة المنهاج لجميع المقررات الدراسية.
* تقريب المكان والزمان لجميع الطلاب مع بعضهم في التعليم عن بُعد لشرح جميع المحاضرات والدروس العلمية والنظرية، وحتى البدنية دون انقطاع.
* التعليم عن بُعد الإلكتروني قد يكون حلًا لعدة حلول وضروريًا في بعض الظروف والأوقات، لعدم توفر الإمكانيات المادية والمكان والزمان، ويمكن تسميته (بالقاعة الإلكترونية إن جاز التعبير).
* قد يكون التعليم عن بُعد حلًا إلزاميًا أحيانًا لجدولة المحاضرات والدروس وخيارًا أفضل من غيره أو عندما لا يوجد حل آخر إلّا هو.
السلبيات:
عدم التفاعل المباشر بين المعلم • والطالب داخل القاعة.
* انعزال الطلاب عن بعضهم وعدم التفاعل والتنافس فيما بينهم، وكذلك انعزالهم داخل المنزل عن بقية أفراد الأسرة؛ فالكل في داخل غرفته (فلا صوت ولا صدى يوصل بينهم) غير صدى المكان وصوت الحاسوب.
* قد يستغل القليل من الطلاب التعليم عن بُعد للتحايل وغير ذلك من الأساليب الملتوية؛ وذلك لعدم وجود الرقيب المباشر.
* لا يمكن أن يكون التعليم عن بُعد بديلًا كاملًا عن الحضور في نفس المكان والزمان؛ لأن الجامعة أو المدرسة صرح تعليمي وتربوي؛ بالإضافة إلى مراعاة الفروق الفردية واكتشاف المواهب وصقل الميول والقدرات والملكات الخاصة.
وأخيرًا، يجب أن نعلم بأن هناك فرقًا كبيرًا بين “التعليم عن بُعد” و”العمل عن بُعد”؛ نظرًا للعوامل المادية والمهنية وغيرها.
فيصل سروجي