المقالات

الكيل طفح في ..رفح

مع تعنت الجانب الإسرائيلي وعدم موافقتهم على وقف إطلاق النار، دخلت قواتهم المحتلة إلى رفح، وسيطرت على معبر رفح كي تخنق الفلسطينيين وتمنع عنهم المساعدات الإنسانية التي كانت تدخل لغزة عن طريق المعبر، وبذلك يتجه العدوان على غزة إلى التصعيد ومواصلة الحرب المجنونة ضد الفلسطينيين، وبالرغم من ذلك فإن نتنياهو تخلى عن هدفه الأساسي الذي كان يتشدق به منذ بداية معركة طوفان الأقصى، وهو القضاء على حماس؛ حيث قال في تصريحه الأخير: (لن نسمح لحماس بإعادة قدراتها العسكرية، ولن نسمح لحماس باستعادة حكمها وسيطرتها على غزة) هذا التغيير في الموقف يدل على عجز قوات الاحتلال وتخليها عن تحقيق هدفها الأساسي وهو القضاء على حماس، ولم يعد لإسرائيل إلا التعامل مع كيفية تحقيق الهدف الثاني وهو تحرير الأسرى، وهذا الهدف لن يتحقق عسكريًا مهما بلغت قوات الاحتلال من القوة، وبالتالي فإن الصفقة التي فرضتها حماس بخصوص الأسرى ستكون هي الطريقة الوحيدة التي سترغم إسرائيل على قبولها عاجلًا أم آجلًا ..
وبالنسبة للموقف الأمريكي تجاه عملية اقتحام رفح، فهو موقف المؤيد والمساند حتى ولو تظاهروا بعكس ذلك، وأدعو بأن ذلك يخضع للقرار الإسرائيلي، فالعالم كله يدرك تمامًا بأن قرار إسرائيل في واشنطن، ولو أرادت واشنطن رفض عملية رفح لرفضتها بالأمر، ولكنها لا تريد ..
ففي اليوم الذي دخلت قوات الاحتلال إلى رفح كان بايدن يتحدث عن ذكرى المحرقة اليهودية، ويؤكد بأن معاداة السامية وكراهية اليهود هو ما دعا حماس إلى هجوم ٧ أكتوبر، ويصف ذلك الهجوم بأنه أفظع هجوم بعد المحرقة، ويقول للجالية اليهودية: أنتم لستم وحدكم ونحن معكم ونشعر بمخاوفكم، كل ذلك الدفاع المستميت من قبل بايدن تجاه إسرائيل، لم يقابله أي إدانة أو استنكار لما حدث في غزة طوال سبعة أشهر، فقرابة خمسة وثلاثين شهيدًا فلسطينيًا أغلبهم من كبار السن العُزل ومن النساء والأطفال، لم يحرك مشاعر الرئيس الأمريكي ليتضامن معهم أو يدافع عنهم كما دافع عن إسرائيل !!
ولهذا هناك من يرى بأنه ليس أمام المقاومة إلا مواصلة القـتال والدفاع عن أنفسهم وعن وطنهم المحتل، ومهما فعلت إسرائيل في فلسطين فلن يزيدها ذلك أمام العالم، إلا مزيدًا من الاحتقار والإدانة لبشاعة المجازر التي ترتكبها بحق الفلسطينيين، من خلال الإبادة الجماعية للشعب الفلسطيني، وهو ما دعا شعوب العالم إلى التضامن مع فلسطين، ورفع علمها في الشوارع والجامعات العالمية، وعلى رأسها شوارع وجامعات الغرب المساند والداعم للعدوان الإسرائيلي. إن الاعتماد على أمريكا في وقف الحرب وإزالة العدوان عن فلسطين، فهو مثل من يستجير بالرمضاء من النار.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى