بلا شك أن كل فرد من أفراد أي مجتمع له تفكيره الشخصي حسب ثقافته وميوله واتجاهاته وتطلعاته، وربما نتفق جميعًا في أنه لا يختلف اثنان على أننا كجماعة أو أفراد نستخدم أدنى مستويات التفكير، ونتفاوت في التوسع فيه لأي أمر سنخوض فيه أي تجربة حياتية، ومن دواعي ذلك التفكير هو أننا نستحضر آلية الاستعداد والتهيؤ للوصول لأفضل النتائج التي نحقق فيها أهداف ذلك الاستعداد لأي جانب مهم من جوانب الحياة العلمية والعملية والاجتماعية فنفكر كيف نستعد لبداية الدراسة ثم نستعد للاختبار؟ ونفكر كيف نستعد للمناسبات؟ ونفكر كيف نستعد للسفر؟ ونفكر كيف نستعد لاستقبال الضيوف؟ وإلخ من الاستعدادات الفكرية التي تعتبر بمثابة أخذ جُرعة التطعيم التي تجعل أجسامنا مُستعدة ومحصنة لمقاومة أي مرض أخذنا له اللقاح الخاص به.
ومن ذلك التفكير الذي نشترك فيه هو أننا نستحضر كيفية اتخاذ التدابير والاحتياطات اللازمة في نواحي الأمن والسلامة في كثير من مناشط الحياة بل ونسعى إلى اتخاذ الإجراءات الوقائية لها وغيرها من الأمور التي تشغل أفكارنا في كيفية مواجهة أي تهديدات أو مخاطر تهدد الحياة.
ورغم ما نتمتع به من فكر ثقافي في جميع ما ذُكر إلا أننا نُهمل ونتجاهل التفكير في كيفية الاستعداد والتهيؤ للتعامل مع أزمات وتحديات الحياة التي ربما لا نتحمل فيها وطأتها وقسوتها بسبب ضعف المناعة الفكرية؛ مما يؤثر على قوانا العقلية والنفسية والجسدية فتنعمي بصائرنا عن مواجهتها بالصبر والتحمل والتحلي بالحكمة والتفكير في إيجاد الحلول أو التعايش معها إذا استعصت تلك التحديات، وبالتالي نتعرض إلى الدخول في صراع الأمراض النفسية والعصبية التي تولد الأمراض العضوية، وكان بالإمكان أن نتفادى ذلك كله بأخذ جُرعة تفكير كلقاح فكري في كيفية الاستعداد للتعامل مع أي تحديات نتعود فيها على استحضار أدوات الصبر والحكمة في كيفية إدارة المصائب والأزمات التي قد تعترض حياتنا.
فإن استحضار الإدراك بأن الحياة لا تخلو من التحديات والمصاعب، وأنها جزء لا يتجزأ منها يساعدنا دلك على التغلب على عنصر المفاجأة، ويساعدنا في البحث عن الحلول المناسبة لها، وعلى الأقل إذا واجهنا صعوبة الوصول إلى حلول؛ فإننا نستطيع أن نُشكل عنصر القدرة على التعايش والتكيف معها دون أن تتفاقم؛ فتصبح جزءًا من حياتنا الطبيعية التي نجد معها السلام والأمان والاستقرار النفسي والفكري
فهل نستفيد من أخذ جُرعة اللقاح الفكري؟
0