لم أستغرب استدعاء سمو أمير منطقة عسير تركي بن طلال للإعلامي سلمان عسكر على مسرح جامعة الملك خالد في أبها؛ حيث كشف سموه تداعيات المقطع الذي تم تداوله على نطاق واسع، وظهر فيه سؤال من الإعلامي تبعه استدارة من الأمير للإجابة، وقد أنصف سموه الإعلام ممثلًا في الإعلامي سلمان عسكر.
ولست هنا في مجال سرد الحدث؛ فقد كفاني سموه ذلك حينما قال أمام كافة مسؤولي المنطقة: ودي أخص مبادرة واحدة ما فازت لكن بودي طلب صاحب المبادرة للحضور هنا، وأريد المبادرة التي كان يقوم بها الإعلامي سلمان عسكر؛ إذ من العدل وجود هذا الشخص بجانبي الآن؛ حيث أخبرني مكتبي عند وصولي من بريطانيا برسالة عن هذا الشخص، وما أثاره المقطع من الظلم له، وأنا الشاهد على المقطعين أحببت أمام الأجاويد أن أظهر العدل أمامكم . انتهى توضيح سموه..
ولن أتطرق أيضًا لدور الإعلام والإعلامي المبدع؛ فقد أصبح دوره معروفًا ومعلومًا لمن لا يتألم من الإعلام وبالذات الناقد، ولكن بصورة مبسطة أرجو ألا تكون مخلة أشير إلى بعضٍ من الموقف التي تؤكد أن المسئول الواثق هو أكبر داعم ومحفز للإعلامي النابه؛ وذلك من خلال مسيرة أكثر من نصف قرن ركضًا في بلاط صاحبة الجلالة، حينما لم يكن الإعلام “قص ولصق” بل بحثًا وتقصيًا وشد رحل ومصارعة عراقيل، بدأتها مع مسئولي عسير؛ حيث تعلمت أبجديات الإعلام.. مسئولون لا يستفزهم الإعلام بل يحفزون ويتبنون أصحاب الرأي، وأنهم شركاء في التنمية. منذ نصف قرن سنحت لي فرصة أول لقاء صحفي مع نائب أمير عسير يومها أمير الباحة فيما بعد الأمير إبراهيم الإبراهيم -رحمه الله- وأنا ابن 16 ربيعًا ثم كان لي أطروحات رأي ونقد رصدها سمو أمير عسير آنذاك خالد الفيصل -حفظه الله- وبلغني ثناؤه وأنا ابن الـ 18 ربيعًا وسمو الأمير فيصل بن خالد واليوم مع تركي بن طلال يتواصل ذات النهج والتحفيز وعظيم الثقة والتقدير، أيضًا ذات النهج وجدته في الباحة من خلال أطروحات تلقيت عليها الثناء من سمو الأمير محمد بن سعود -رحمه الله- وسمو الأمير فيصل بن محمد بن سعود -حفظه الله-، ولا أنسى الاستقبال الحافل من سمو الأمير مشاري بن سعود -حفظه الله- وتسلم كتيبًا يجمع عشرات المقالات والرؤى نحو مستقبل الباحة في بداية عهده، ولا أنسى تحفيز ودعم سمو الأمير ماجد بن عبد العزيز -رحمه الله- وكذلك سمو الأمير عبد المجيد الذي رشحني مستشارًا في لجنة تطوير الخدمات الطبية بمكة المكرمة، وحينما قابلته وشكرته ذكرت له أن خبراتي الطبية لا تُذكر. رد أمام الحضور يكفينا مقالاتك الجريئة، هؤلاء كنا محظوظين حقًا برعايتهم وتوجيهاتهم، وهكذا يكون الإعلام فعلًا شريكًا فاعلًا في التنمية لا سيما مع رؤية سمو ولي العهد -حفظه الله- تحت رعاية وتوجيهات خادم الحرمين الشريفين إعلام متوازي إشادة دون تهويل ونقد من دون تجرح أو انتقاص وتخوين.
خاتمة .. هي رحلة لم تكن قصيرة لكن كان ينقصها التفرغ؛ حيث مارستها هواية بشغف وشفافية.
وفقك الله استاذ صالح المعيض وانت من الأعلاميين المخضرمين.