نظرية الارتباط الشرطي من النظريات الشهيرة في علم النفس، ولها تأثيرها علينا من حيث نشعر ومن حيث لا نشعر.
وهي تُفسر حالة من اقتران شيء يُسمى مثيرًا، وشيء آخر يُسمى استجابة؛ وذلك مع تكرار هذا الاقتران، فما أن يحدث المُثير إلا وتتحقق الاستجابة الذهنية أو السلوكية بشكل تلقائي دون الحاجة إلى عناء التفكير في كل مرة، وكأنّ الاثنين مرتبطان فيما بينهما ارتباط شرطي، وهذا الارتباط لا يحصل أو يأتي من فراغ.
توجد الكثير من الشواهد في حياتنا لهذه النظرية، منها على سبيل المثال الارتباط بين ازدحام السيارات والمرور كجهة مسؤولة. غالبًا ما يرتبط في أذهان الناس ازدحام السير بالمرور، فهي تُشكل تجربة يومية للكثيرين وتؤثر على حياتهم اليومية وجدول أعمالهم.
علمًا بأن الازدحام على الطرق يمكن أن يكون ناتجًا عن عدة عوامل بعضها خارج نطاق مسؤولية المرور ولها تأثيرها الكبير في مشكلة الزحام، وتتحمل جانبًا كبيرًا من هذه المسؤولية، مثل تصميم الطرق، وزيادة عدد السيارات التي لا تتناسب مع البنية التحتية للطرق، وعدم وجود المتخصصين في الهندسة المرورية، وعدم التوعية باستخدام وسائل النقل العامة، وسلوكيات قائدي المركبات، والتشريعات، وكثرة تعطل السيارات التي انتهى عمرها الافتراضي، إضافة إلى الأحداث الطارئة مثل الحوادث أو أعمال البناء.
وكثيرًا ما تكون أعمال الجهات مرتبطة بعضها مع بعض، وينتج عن ذلك ما يُسمى سلسلة التأثيرات السلبية وهي عندما تكون مخرجات عمل جهة ما سلبية، وهي مدخلات عمل لجهة أخرى؛ فإنها يمكن أن تؤثر على الجهة أو الجهات الأخرى المتصلة بها بشكل سلبي أيضًا؛ مما يؤدي إلى تفاقم المشكلات وتعقيد الأوضاع.
من هنا لا بد من فك الارتباط في أذهاننا بين الازدحام والمرور؛ لأن هذا الارتباط يحمّل المرور بمفرده المسؤولية دون غيره، والواقع أن المشكلة مرتبطة بمنظومة متكاملة، ولن يتم حلها إلا عن طريق الجهود التنسيقية بين كافة الجهات ذات العلاقة.
– عضو هيئة التدريب في معهد الإدارة العامة