قام الملك تشارلز الثاني ملك المملكة المتحدة بزيارة لمتحف الطيران العسكري بجنوب إنجلترا مؤخرًا، التقى فيها بأحد المحاربين القدامى، فكتبت المواقع الإخبارية عن كيف أن المحارب ذكر للملك أنه فقد جزءًا من حاسة التذوق لديه بسبب أخذه لعلاجات السرطان الذي ألمَّ به في السابق وشفي منه لاحقًا، فما كان من الملك تشارلز إلا أن أعرب هو الآخر عن تعرضه لذات العَرَض ولذات السبب! يذكر أن أفصح القصر الملكي البريطاني “باكينجهام بالاس” عن أن الملك قد شُخِّصَ قبل 3 شهور بالسرطان، بدون تحديد نوعه أو أي معلومات أخرى عنه.
فحاسة التذوق تُعتبر أحد ركائز جودة الحياة، ولها الفضل في تحسن ذائقة البشر تجاه الغذاء، وهي الدافع في تطويره وتطوير طرق تحضيره؛ فالبعض يعمل كمتذوق محترف للأطعمة يسعون خلفه أصحاب المنتجات الغذائية لتذوق طعامهم وإبداء رأيه في سبل تحسينها! ومواقع التواصل الاجتماعي تعجّ بالمتذوقين الذين يسوقون للأغذية بطرق مبتكرة قائمة على شغف الذائقة والتذوق.
ولا تقل حاسة التذوق عن غيرها من الحواس الخمس؛ فمنذ الأزل استخدم البشر حاسة التذوق لاختيار المناسب من الغذاء واجتناب الضار منه، كما تُساعد حاسة التذوق على التنوع في الغذاء، وبالتالي أخذ ما يلزم من مختلف العناصر الغذائية لضمان بقاء مختلف الوظائف الحيوية تعمل بكفاءة.
وحاسة التذوق عند البشر لها أبعاد عدة؛ فالتذوق يشمل المالح، الحلو، المر، الحامض و”الأومامي”، والأومامي هو باختصار الطعم الذي نتذوقه من مركّب الغلوتامات، الذي تجده حاضرًا دومًا في الأغذية الآسيوية بالتحديد.
يتم تذوق الطعام عن طريق مستقبلات التذوق الموجودة على سطح اللسان؛ التي تتراوح أعدادها ما بين 2000 إلى الـ 5000 مستقبل، ترسل هذه المستقبلات الإشارات للمخ الذي يحدد بدوره إذا كان ما استطعمه مكروهًا أو شهيًا.
يذكر أن علاجات السرطان – بالإشعاع أو المواد الكيماوية – قد تُسبب خللًا واضطرابًا في حاسة التذوق؛ فيصبح المريض غير قادر على التذوق بشكل طبيعي، وحين انتهاء العلاج قد يدوم هذا الاضطراب في بعض الحالات إلى ما يُقارب العام أو العامين، وقد يستمر لأكثر من ذلك.
0