حوارات خاصة

سعود المصيبيح: الإنترنت ومشاهير التفاهة من أسباب المشاكل الأسرية.. ودورات قبل الزواج وتحليل المخدرات ضرورة لتجنب خلافات الزوجين

الرياض – يعد الإرشاد الأسري أحد أهم التخصصات في حياة الإنسان، من حيث التعاون بين أفراد المجتمع والتوافق والانسجام فيما بينهم، وكذلك لدوره الهام في الحفاظ على الكيان الأسري، ومنعه من الانهيار والتفكك، لما لذلك من أثر سلبي على المجتمع.
صحيفة “مكة” الإلكترونية كان لها لقاء مع سعادة  الدكتور سعود المصيبيح، رئيس مركز تعارفوا للإرشاد الأسري بالرياض، ليحدثنا عن أهداف المركز والدور الذي يقوم به، وأبرز التحديات التي تواجهه.

– هل تعطينا نبذة في البداية عن سيرتك العلمية؟
درست في مدرسة سعيد بن جبير الابتدائية في حي البرقية والوسيطاء وبالقرب من شارع عثمان بن عفان، حيث منزل الوالد رحمه الله في قلب حي دخنة العريق، حي الكتاتيب ومجالس العلماء ومدارس الكتاتيب في المساجد بمدينة الرياض، ثم المرحلة المتوسطة والثانوية في معهد إمام الدعوة العلمي في نفس الحي، وبعد ذلك جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية بكلية العلوم الاجتماعية.

– كيف كان مشوارك العملي بعد التخرج؟
بعد التخرج تعينت معلما في الحرس الوطني، ثم انتقلت لكلية الملك خالد العسكرية بعد افتتاحها معيدا في شعبة علم النفس قسم العلوم الإنسانية، ثم ابتعثت لدارسة الماجستير في علم النفس التربوي وتحصلت عليه عام1987 من جامعة ولاية متشجن في الولايات المتحدة الأمريكية، ثم الدكتوراه في نفس التخصص عام 1990 من جامعة ويلز بريطانيا كارديف، وبعدها عدت للمملكة وعملت وكيلاً لقسم العلوم الإنسانية بكلية الملك خالد العسكرية، ومارست التدريس لطلبة المستوى النهائي في الكلية، حتى تمت إعارتي نائباً لرئيس تحرير صحيفة عكاظ بالمنطقة الوسطى، ثم تم إعارتي أيضا لوزارة التعليم مديرا عاما للإعلام التربوي، وفي عام 1418 صدر قرار مجلس الوزراء بتعييني بالمرتبة الرابعة عشر بذات المسمى، ثم انتقلت لوزارة الداخلية بطلب وتشريف من سمو سيدي ولي العهد، وزير الداخلية آنذاك، الأمير نايف رحمه الله، وعملت بها من عام 1420 حتى تقاعدي مبكرا عام 1436، حيث كنت خلالها مديرا عاما للعلاقات والتوجيه ورئيسا للجنة المصالحة ورئيسا لتحرير مجلة الأمن ومستشارا أمنيا في مكتب سمو وزير الداخلية بالمرتبة الخامسة عشرة.
وخلال هذه الفترة شاركت في اعداد وتقديم برامج تلفزيونية والكتابة اليومية والأسبوعية في عدة صحف ومجلات محلية، وحققت عددا من الجوائز الإعلامية، منها جائزة المفتاحية للمتميزين في خدمة الوطن، ومتفرغ حاليا للاستشارات الأسرية والاجتماعية والنفسية والتربية، بعد افتتاحي لمركز تعارفوا للإرشاد الأسري، وأطلب العون والسداد من الله عز وجل.

– حدثنا عن مركز تعارفوا.. كيف جاءت فكرة إنشائه وأهدافه ورؤيته المستقبلية؟
مركز تعارفوا للإرشاد الأسري مركز أهلي ضمن مراكز الإرشاد الأسري التي صدر إنشائها بقرار من مجلس الوزراء الموقر، وتمنح وزارة الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية التراخيص وتشرف على هذه المراكز، وهو مركز متخصص في تقديم الخدمات الاجتماعية والنفسية والأسرية والمتعلقة بكافة الجوانب التي ترتبط بالأسرة وأفرادها، ويهتم بتقديم الخدمات التوجيهية في مجالات تدعيم التنشئة الاجتماعية، وكيفية التعامل مع مشكلات الأطفال والمراهقين ومشاكل النمو والتكيف والتأخر الدراسي والانحرافات السلوكية.

– ما هي الرسالة والرؤية التي يتطلع المركز لتحقيقها؟
– المركز يتطلع إلى وجود نموذج مرجعي لمركز أسري متميز يخدم المملكة العربية السعودية، ويتماشى مع ما تعيشه المملكة من طموح وتطور، ورسالته قائمة على تقديم خدمات متخصصة ومتميزة على أسس علمية ومهنية للفرد والأسرة في المجالات الاجتماعية والنفسية والأسرية لتحقيق الرؤية المنشودة.

– ما هي المهام والخدمات التي يقدمها المركز للجمهور؟
يعمل مركز تعارفوا على استقبال الحالات لتقديم الاستشارات المتخصصة، بالإضافة إلى تقديم الاستشارة عبر الهاتف، وتنظيم ورش العمل، كما يعمل على الاهتمام بالمشكلات والحاجات النفسية والاجتماعية والتربوية والثقافية ودراستها وتقويمها وطرح نماذج التعامل معها، والتوعية العامة بالقضايا الحياتية الهامة وسبل التعامل معها، ونشر ثقافة الاستشارات النفسية والاجتماعية وتعميق الفهم السوي في التعامل مع الحياة الزوجية والأسرية، إضافة إلى تهيئة الأجواء الإيجابية نحو الاستشارات الاجتماعية النفسية والأسرية، والتعامل مع المشكلات الزوجية والعمل للوصول إلى أسرة مستقرة وسعيدة، فضلا عن تنمية مهارات حل المشكلات وتعديل السلوك وأسس الاختيار واتخاذ القرار، وتنمية مهارات التعامل مع الاضطرابات النفسية مثل (القلق – المخاوف – الاكتئاب – ضغوط الحياة – نوبات الغضب …الخ)، وكذلك تنمية مهارات التفكير الإيجابي وإجراء اختبارات الذكاء للطلبة وبعض شرائح المجتمع عند الحاجة، والتعاون مع المراكز والجهات المتخصصة ذات العلاقة، والمساهمة في إعداد الكوادر المتخصصة في الاستشارات النفسية والاجتماعية.

– ماذا عن فريق العمل بالمركز الذي يقدم خدماته للأسرة والمجتمع؟
المركز يقدم الاستشارات الأسرية والنفسية والاجتماعية والتربوية، ويتعاون معنا أكثر من ثمانية وعشرون مرشد ومرشدة، وهم: أ.د. يوسف الرميح، أ.د. عيسى الحربي، د. عمر الشلاش، د. منيرة السنبل، د. حسين الحكمي، د. سعود المصيبيح، د. أحمد جعوني، أ. فهد بن مسلم، أ. عماد الفارسي، أ. وداد الداوود، أ. منال الراشد، أ. رقية الهويريني، أ. فهده الهنيدي، أ. نوف أبو شارب، أ. مها الشايقي، أ. رهام العليط، أ. عبير العتيبي، أ. حصة القحطاني، أ. تغريد الحريري، أ. نورة النفيسة، أ. ابتسام الدرع، أ. الجوهرة القميزي، أ. عبد العزيز الودعاني، أ. ريم ناصر الحربي، أ. لمياء الودعاني، أ. شهد أل سبيت، أ. سارة السبيعي، أ. وداد الشلوي.

– من هي الفئة المستفيدة من هذه خدمات المركز؟
يستفيد من المركز معظم فئات المجتمع ممثلاً بالأسرة وأفرادها.

– ماهي أبرز التخصصات التي يضمها المركز؟
يضم المركز عددا من التخصصات وهي: التخصصات التربوية، والتخصصات الاجتماعية، والتخصصات النفسية.

– كيف يستطيع من لديه مشكلة أن يتواصل مع المركز للمساهمة في حلها؟
أرقام المركز معلنة في حسابات التواصل الاجتماعي، وتقدم الخدمة حضوريا أو عن طريق الزووم هاتفياً عن بعد من خلال محادثة إلكترونية، ومن يرغب يتواصل مع المركز ويتم الحجز مع أحد المرشدين حسب طلبه ومشكلته.

– ما هي أبرز القضايا التي تم مباشرتها في المركز؟
نباشر قضايا الإصلاح الأسري ولدينا وحدة للمصالحة، وكذلك مشكلات كبار السن والمراهقين والأطفال وقضايا المخدرات والعنف الأسري وغيرها.

– هل تعطينا إحصائية بالقضايا التي استقبلها المركز؟
– إحصائيات العملاء والزوار للمركز تتمثل في 40٪ للزيارات الفردية من الذكور، والإناث 60٪ من الزوار شهريا، بينما الزيارات العائلية تمثل 25% شهرياً للاستفسارات بدون خلافات أو مشاكل، واستشارات زوجية بنسبة 20% شهرياً للمقبلين على الزواج سواء من الإناث أو الذكور، واستشارات زوجية واجتماعية تمثل 60% شهرياً، ونسبة ٤٠٪ استشارات نفسية، وهذه الإحصائيات غير مستقرة وتختلف من فترة إلى أخرى.

– من خلال وقوفك على هذه القضايا.. ما الأسباب التي أدت إلى وجودها بين أفراد الأسرة؟
– هناك متغيرات كثيرة يمر بها العالم أثرت على الأسرة، ومن بينها الإنترنت ووسائل التواصل الاجتماعي ومشاهير التفاهة عبر السناب وغيره، والانفتاح على الحضارة الغربية التي تحارب الأسرة وتنشر المبادئ الهدامة، وقلة الإقبال على الزواج وكثرة حالات الطلاق، إضافة إلى عدم وجود دورات للمقبلين على الزواج وشيوع الانعزالية والفردانية، وطغيان المادة على حساب القيم، كل ذلك أدى إلى تعدد وكثرة المشاكل الأسرية

– هل صادفتم قضايا معقدة بين الطرفين لم تتمكنوا من حلها؟
نحاول ولله الحمد، وقضايا معقدة عديدة تم حلها، وبعضها كانت في المحاكم، ولكن ولله الحمد تم إقناع الطرفين بحل المشكلة.

– تطرقت خلال حديثنا لدورات ما قبل الزواج.. حدثنا عن أهمية هذه الدورات للمقبلين على الزواج؟
هذه الدورات يجب أن تكون إلزامية مثل التحليل الطبي، فقد نجحت ماليزيا في تخفيض نسب الطلاق إلى 70 بالمئة بعد إلزامها الدورات، وهي تتراوح بين أسبوع وأسبوعين، وتشمل جميع الجوانب الشرعية والقانونية والاجتماعية والاقتصادية والنفسية والحميمية وغيرها، التي لابد أن يعرفها كل زوجين مقبلين على الزواج.

– هل سترى الأسرة هذه الدورات ضمن خدمات المركز مستقبلا؟
لدينا خطة لذلك بإذن الله ونسعى لتنفيذها في أقرب وقت.

– ما رأي الدكتور سعود بحكم خبرته في إدخال التحليل عن المخدرات ضمن تحاليل الزواج؟
ضروري وهام جدا.

– ما النصيحة التي يقدمها الدكتور سعود للأسرة والمجتمع؟
أنصح نفسي وأنصح غيري بالاهتمام بالكيان الأسري، وعدم الاستعجال بالطلاق، والصبر في الحياة الزوجية، والتنازل والتسامح والحوار والتفاهم، وللمجتمع بالعناية بالأسرة والتعليم لأنهما الأساس للوطن والتنمية والسعادة.

– بماذا تريد أن تختم هذا اللقاء؟
شكرا جزيلا أستاذ حسن على لطفك، وأنا معجب بخبرتك وأطروحاتك، وأشكر صحيفة “مكة” الإلكترونية ممثلة بعراب الصحافة الإلكترونية، رئيس التحرير الأستاذ عبد الله الزهراني.

Related Articles

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button