المقالات

تعلَّمت العديد من الدروس من أمي الحبيبة.. قصة النحلة والعسل

من الأمثلة البسيطة والشائعة “يا نحلة لا تقرصيني ولا أبغى منك عسل”، يمكن أن نستخلص دروسًا عميقة وقيمًا تعلمتها من أمي الحبيبة. فالأمهات رمز الحنان والرعاية، وغالبًا ما يكون لديهن الحكمة والصبر لتعليمنا الدروس والقيم للحياة بسعادة والتعامل مع الآخرين بشكل راقٍ وحضاري، وسأستعرض في هذه المقالة بعض الدروس التي تعلمتها من أمي وكيف أثرت في حياتي.
1. الحب بلا حدود: من العبارة “لا أبغى منك عسل”، يتضح أن الحب الذي يأتي من الأم لا يحتاج إلى أسباب أو مقابل. فحب الأم لأبنائها وبناتها لا يشترط شروطًا، ولا يتوقف على أداء الطفل أو إنجازاته. هذا الحب العميق والصادق يعطي بلا حدود ويشعر الطفل بالأمان والثقة في نفسه. تعلمت من أمي أن الحب الحقيقي يكون بلا شروط، وأنه يجب أن نعامل الآخرين بالمثل.
2. الحذر والحيطة: عندما تقول أمي “يا نحلة لا تقرصيني”، تعطيني درسًا في الحذر والحيطة. فهذا التوجيه يعلمني أن أكون حذرًا في تعاملاتي مع الآخرين، وأن أتجنب إيذاء أحدهم. كما يعلمني أيضًا أن أكون حذرًا في اتخاذ القرارات وأن أفكر جيدًا قبل القيام بأي عمل.
3. التضحية والعطاء: عبارة “لا أبغى منك عسل” تعبر عن رغبة أمي في التضحية من أجل أبنائها وبناتها ومنحهم الأفضل. فالنحلة تجمع العسل لتغذية أفراد الخلية وتؤمن لهم الحياة، ومن خلال هذه العبارة، تعلمت من أمي أن التضحية والعطاء هما أساس العلاقات القوية والمستدامة، وأنه عندما نقدم من قلوبنا دون أن ننتظر المقابل، فإننا نبني جسورًا من المحبة والتواصل الحقيقي.
4. احترام الحدود والاحتياجات الشخصية: بقولها “لا تقرصيني”، تذكرني أمي بأن احترام حدود الآخرين واحتياجاتهم الشخصية أمر ضروري. فالنحلة ترفض القرص ولو كانت تستطيع فعل ذلك، وهذا يعبر عن احترامها لحقوق الأم وعدم انتهاكها. فتعلمت من أمي أنه علينا أن نحترم الآخرين ونكون حساسين لحدودهم ومساحتهم الشخصية. فيجب أن نكون على استعداد للتفاهم والتعاون، ولكن أيضًا لا بد من احترام رغبات الآخرين واحترام حقهم في اتخاذ القرارات الخاصة بهم.
5. قوة الكلمات وتأثيرها: على الرغم من أن النحلة لا تستطيع التحدث، إلا أن عبارة “لا تقرصيني” تحمل وزنًا كبيرًا في المعنى والتأثير. تعلمت من أمي أن الكلمات لها قوة هائلة في التأثير على الآخرين وتشكيل العلاقات. فيجب أن نختار كلماتنا بعناية ونتعامل بلطف واحترام مع الآخرين. قد تكون الكلمات الصغيرة قادرة على تحقيق التغيير الكبير، وترسيخ الحب والتقدير في قلوب الناس.
ومن ذلك يمكننا أن نستخلص دروسًا قيَّمة من العبارة البسيطة “يا نحلة لا تقرصيني ولا أبغى منك عسل”. فتعلمت من أمي الحبيبة أن الحب الصادق والعطاء الذي لا يعرف الحدود هو أساس العلاقات القوية، وأنه يجب علينا أن نحترم حدود الآخرين وأن نكون حذرين وحساسين لاحتياجاتهم الشخصية. كما تعلمت أيضًا أهمية الكلمات والتأثير الذي يمكن أن تحمله في التواصل مع الآخرين، وتعلمت من أمي هذه الدروس وأكثر ومازلت أتعلم منها فهي المربية والقدوة دينيًا وأخلاقيًا وفق الهدى النبوي لسيدنا وحبيبنا محمد صلوات الله وسلامه عليه، وأنا ممتن لها ولساني يلهج بالدعاء دومًا لها ولوالدي (رب ارحمهما كما ربياني صغيرًا) .
-أستاذ جامعي – جامعة المؤسس

أ.د. عصام بن إبراهيم أزهر

رئيس وحدة الكائنات المعدية مركز الملك فهد للبحوث الطبية جامعة الملك عبد العزيز

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى