في إطار اهتمامها بالجودة والتحسين ورعاية المستفيدين، تُنفذ جامعة أم القرى حاليًا مشروع التجربة الشاملة بتوجيه مباشر من سعادة مديرها أ.د معدي آل مذهب ومتابعة وتنفيذ وكالة الجامعة للشئون الأكاديمية وعمادة التطوير والجودة، وقد حضرت بعضًا من ورش العمل التي نفذت في المشروع واطلعت على توجهاته وأهدافه فألفيته مشروعًا رائدًا في التطوير الأكاديمي والتحسين؛ حيث يحوي أفكارًا وتطلعات إبداعية لتحسين البيئة الأكاديمية ودعم أعضاء الهيئة التدريسية وتذليل العقبات والصعاب التي تواجههم، وحل مشكلات التدريس والبحث العلمي، وكذلك تحسين المرافق والمنشآت، وتحسين خدمات الطلاب وحل الإشكالات التي تعيق تحصيلهم الأكاديمي، وفي هذا الإطار قدمت أفكارًا ومقترحات من أعضاء هيئة التدريس بالكليات؛ نتيجة العصف الذهني والمناقشة واستخدام المنظومة الأكاديمية؛ لتقديم الأفكار بحرية وبلا حدود؛ حيث سيتم تحليلها ودراستها وفقًا لأحدث أساليب التحليل العلمي، ومن ثم محاولة تطبيق النتائج قدر الإمكان، ولقد تذكرت بهذه التجربة تجارب الإدارة اليابانية في التحسين المستمر من خلال نظام “كايزون Kayzone” وهي إحدى الإستراتيجيات الهامة في مجال إدارة الجودة الشاملة، وتهدف إلى تحسين الأداء والإنتاجية وتقليل التكاليف من خلال تحسين العمليات في المؤسسات والشركات، ويستهدف تحسين خدمات المستفيدين، ومن أهم ركائز هذا النظام إدخال تحسين ولو بشكل بسيط ولكن بشكل مستمر؛ فالاستمرار مطلب النجاح لمثل هذه التجارب المميزة؛ فنظام الكايزون لايعترف بالتوقف عن التحسين مهما بلغت درجاته في المنشأة، وهذا يعطي مؤشرًا على الاستدامة التي أتمنى أن يحظى بها مشروع التجربة الشاملة بجامعة أم القرى، وأن يتم تنفيذه في كل عام بالاستفادة من مخرجات تجربة العام الذي سبقه لكي يتم التعرف على نقاط جديدة في التطوير والتحسين، وبالتالي يستمر العمل على إجراء التعديلات المطلوبة؛ ولأهمية التطوير والتحسين ونظرًا لما ستحققه هذه التجربة -كما يبدو – من نجاح منقطع النظير. أتمنى أن تحذو الجامعات السعودية الأخرى حذو جامعة أم القرى، وأن يتم توظيف قدرات وأفكار هيئة التدريس للتطوير والجودة من واقع ممارستهم وبأقل كلفة وجهد بديلًا عن إسناد التطوير والجودة لشركات ومؤسسات تستهلك مبالغ طائلة، وقد تخرج بنتائج لا تعبر عن الاحتياج والواقع الفعلي، وربما تكون أقل بكثير مما يُقدمه الأعضاء نظرًا لأن معظمها يتخصص في إدارة الجودة للشركات وقطاعات الأعمال. تحية صادقة لرئيس الجامعة ووكيلها للشئون التعليمية وفريق العمل في هذه التجربة الرائعة وأتمنى أن نجد ثمارها قريبًا، وقد تجسد في الواقع الأكاديمي كنقاط تحول سريع نحو التطوير والجودة الفعلية التي تحقق التنافسية، وترتقي بمكانة الجامعة بين الجامعات العالمية.
1
مقال مهم من قامة أكاديمية مهمة جدا في علم الإدارة والتخطيط