سألني صديق ماذا عليه أن يعمل وكيف يتصرف في سلبيات واجهته تتمثَّل بالآتي:
أ – كان قد أرسل إلى مدير إدارة رسالة بمعاناة يواجهها بعض المواطنين، ومقترح لحل المشكلة ولم يجد ردًا من المسئول لا سلبًا ولا إيجابًا رغم أنه أعاد الإرسال إليه.
ب – تابع المذكرة التي أحيلت بمقترحه لرئيس قسم بإحدى الإدارات تتعلق بسلامة المواطنين وأمنهم، ولأهمية الموضوع حاول التواصل مع المسئول المحال إليه مقترحه هاتفيًا وإرساليًا أكثر من مرة ولم يرد عليه. وقد أبلغني بامتعاضه ويأسه وأسفه، خصوصًا أن الأمر لا يتعلق به شخصيًا بل هو شأن عام التفاعل معه يحقق النفع للمواطنين، وقد سألني ماذا عليه أن يعمل وهل عليه أن يتوقف وهل أن المسئول على حق عندما لا يرد وهل هو مخطئ في اقتراحه ومتابعته، وكان ردي عليه أنه مشكور على غيرته ووطنيته وحرصه على المصلحة العامة، وأن عليه ألا ييأس فما قام به هو أمر مطلوب. كمواطن مخلص، بل إن خادم الحرمين الشريفين -حفظه الله- سبق وطالب بأن يكون المواطن عينًا وعونًا؛ حيث استشهد في إحدى المناسبات بالقول المأثور: (رحم الله امرئ أهدى إليَّ عيوبي)؛ ولذلك فإنه مأجور، وأحسب أن عدم تفاعل أي مسئول وتجاهله لأي مقترح أمر سلبي لا يليق به، ويجعل الثقة فيه مفقودة. كما أن كل موظف أوكلت إليه خدمة المواطنين إنما هو أجير، وتلك وصية سمو سيدي الأمير/ نايف بن عبد العزيز… -رحمه الله-. لنا في أحد اجتماعاته بنا حيث أكد علينا بأننا أجراء، وأعتقد أن المسئولية مشتركة بين المواطن والمسئول من أجل تطور المملكة وتحقيق الرؤية وبدون ذلك لن يكون هناك أي إنجاز فالكل على ثغر، وأعتقد أنه في إشارة الصديق كان على المسئول لو أن عمله كان منظمًا أن تتولى سكرتاريته التواصل مع المواطن والاستفسار عن مقترحه والرد عليه تشجيعًا له إن كان الأمر يتعلق بهم أو تحديد الجهة التي يمكن له أن يتواصل معها؛ فالوطن واحد والمصلحة عامة وأي تطوير يخدم الجميع. وأما الآخر فكانت إحالة الشكوى إليه ومعالجتها ملزمة، وكان في حاجة لاستكمال بعض الأدلة التي تُساعد في الإيضاح والمعالجة، وكان التواصل معه يخدمه لأن الأمر يتعلق بالسلامة العامة. ولكن يبدو أنه لم يكن موفقًا ومتابعًا لعمله وبعيد كل البُعد عنه بدليل أنه لم يكن يرد على هاتفه أو الرسائل الموجهة إليه وهو أمر مستغرب، وقد لا يكون على رأس عمله، والله المستعان.
– مدير شرطة العاصمة المقدسة – سابقًا
0