المقالات

للحب بقية!!

قناديل مضيئة 

تمرُّ الحياة الزوجية بمنعطفات كثيرة، تفرضها متطلبات الحياة اليومية وظروف الزمان والمكان، وتعدد الارتباطات الأسرية والمناسبات الاجتماعية، وإذا كانت الحياة الزوجية قد بُنيت على أساس متين من الحب والتفاهم والرضا وقبول الآخر، استطاع الشريكان تجاوز هذه المنعطفات وتفادي تلك المطبات .. إن فتور العلاقة الزوجية أحد أهم المشاكل التي يُعاني منها الزوجان أو أحدهما على الأقل بعد فترة من الزواج سواءً طالت هذه الفترة أم كانت قصيرة.. إن الفتور أو البرود في العلاقة العاطفية بين الزوجين وفقدان الشغف وعدم التواصل يؤدي بدوره إلى خلق فجوة كبيرة بينهما؛ فانقطاع التواصل الروحي والعاطفي بين الزوجين يؤدي إلى الملل والصمت؛ فتصبح الحياة مُجرد واجبات تؤدى، ومع مرور الوقت يُلاحظ ابتعاد طرفي العلاقة عن بعضهما البعض وعدم المبالاة سواء باستمرار الحياة الزوجية أو تفككها، وهنا يجب إذكاء روح الحب والاهتمام، وإظهار الشريك مدى احتياجه لشريكه وتعلقه برفيق دربه؛ وذلك بخطوات بسيطة لا تحتاج إلى كثيرٍ من التعقيد فالاشتراك في التخطيط للمستقبل وتربية الأبناء، والتفكير بصوت مرتفع في أمور البيت وتخصيص جلسة هادئة بين الزوجين بين الفينة والأخرى في جو من المرح والضحك والعتاب، وتبادل العبارات الدافئة والرقيقة والنظرات التي يظهر فيها الإعجاب وإرسال الإشارات التي تنم عن حب أكيد واستغلال المناسبات والأعياد لتبادل التهاني والهدايا، وإظهار كلمات المدح والثناء؛ وخاصة أمام أهل الزوج أو الزوجة كثناء الزوج على زوجته في إعداد الطعام أو ثناء الزوجة على زوجها على قيامه بترتيب نزهة العائلة، وإظهار الاهتمام؛ وخاصةً إذا تعرض أحدهما ظرف طارئ كمرض أو فقد -لا سمح الله- من الأمور التي تجعل الشريك يحس بقيمته في قلب شريكه ويُحافظ عليه ويشعر بأن للحب بقية.

ومضة كاتب
الـقلـبُ بالحـب توقَّـد
غنى له الأشعار أنشد
لا تـقـل طال زماني
فأنـا بالـحـبَّ أسـعــد

د. محمد بن علي القرني

المستشار التربوي والأسري

مقالات ذات صلة

تعليق واحد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى