المقالات

لا تفسدوا حجكم

اقترب موسم الحج، موسم وفادة ضيوف الرحمن إلى مكة المكرمة والمدينة المنورة، لأداء الحج والعمرة والزيارة ..
اقترب الموسم، بينما قطاعاتنا الأمنية والصحية وخدمات الحج المتعددة، قد ابتدأت خدماتها واستنفرت مواردها البشرية والمادية منذ وقت مبكر، وذلك استعدادًا لخدمة الحجيج وتوفير الأمن والسلامة والرعاية الصحية والاجتماعية لضيوف الرحمن ..
هذه المهمة المقدسة التي شرفنا الله بها سنويًا في هذه الأرض المباركة، المملكة العربية السعودية، هذا الشرف العظيم الذي خصَّ الله به هذا الوطن لا يُماثله شرف، وتلك مسؤولية كبيرة وخدمة جليلة نقوم بها دون كلل أو ملل، هذه المهمة المقدسة وهذا العمل العظيم تضطلع به حكومة المملكة العربية السعودية بقيادة خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده سنويًا، لكوننا مهبط الوحي وقبلة المسلمين ووجهتهم لأداء الحج، الإسلام له أركانه المعروفة لدى كل مسلم، ولا تكتمل تلك الأركان الخمسة إلا بزيارة مكة المكرمة وأداء فريضة الحج لمن استطاع إليه سبيلًا، هذه الفريضة لها آدابها ووقارها وسكينتها، والمسلمون عندما يقدمون إلى مكة لأداء فريضة الحج، فهم يلبون نداء الله العلي القدير عندنا قال لنبينا إبراهيم -عليه السلام-: (وَأَذِّن فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجَالًا وَعَلَىٰ كُلِّ ضَامِرٍ يَأْتِينَ مِن كُلِّ فَجٍّ عَمِيق) (سورة الحج الآية 27) وهذه الآية الكريمة تصف قدوم ووفود الحجيج واستجابتهم لنداء الله، الذي ينادي عباده لأداء الفريضة وتأدية نسكها بكل خشوع وسكينة ووقار، وقال تعالى في تبيان سلوك المسلم أثناء تأدية الفريضة (فَلا رَفَثَ وَلا فُسُوقَ وَلا جِدَالَ فِي الْحَجِّ) (سورة البقرة الآية 197)، وجاءت أحاديث كثيرة توضح للمسلمين كيفية أداء نسك الحج كما يجب أن تكون، فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (من حج فلم يرفث ولم يفسق رجع كيوم ولدته أمه) كل هذه النصوص الثابتة من القرآن والسنة النبوية، تدل على أن الحج لا بد أن يكون عبادة خالصة لوجه الله تعالى، بعيدة عن كل ما يعكرها أو يجرحها من أمور الدنيا السياسية والحزبية، ولهذا فإن حكومة المملكة العربية السعودية وكعادتها سنويًا في مواسم الحج، تأخذ في الاعتبار هذا المنحى الذي قد تسببه بعض فئات المسلمين القادمين للحج ممن لديهم أهداف سياسية وحزبية، ونقول لأولئك الفئة – إن وجدت – لا تفسدون حجكم وتضايقون المسلمين الآمنين بشعاراتكم وأهدافكم التي لا تمت إلى الحج بأي صلة، ولن تستطيعوا تنفيذ غير العبادة ولو حرصتم فقواتنا الأمنية لكم بالمرصاد، وخبراتنا المتراكمة في منع المخربين والغوغائيين لا تخفاكم ولا تخفى الذي أرسلكم وأججكم.

نصيحتي لكم كخبير أمني أن تكونوا حجاجًا مخلصين لرب العالمين، ومنفذين لنداء الله فقط من أجل الحج والعبادة، والعودة إلى أوطانكم آمنين سالمين غانمين، وبحج مقبول وذنب مغفور -بإذن الله-، بعيدًا عن أي أهداف سياسية أو مقاصد حزبية، وكل عام وحجاج بيت الله الحرام في أمن وأمان وسكينة ووقار.

– خبير أمني

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى