المقالات

الفيزياء …أم (العلوم)!!

قال العالم الفيزيائي البريطاني “آرنست رذر فورد”، المعروف باسم “أبو الفيزياء النووية”، والذي صنفته الموسوعة البريطانية كأفضل المجربين منذ “مايكل فراداي”: “إن العلم الحقيقي هو (الفيزياء)، وما عداه جمع طوابع”.
فبالرغم من تشعب فروع العلوم، وتنوع الاختصاصات العلمية وتعددها، إلا أن الكثير من الباحثين يتفقون على أن العلم في الأساس ما هو إلا علم الطبيعة (الفيزياء)، لأن موضوع دراسة جميع العلوم الطبيعية مثل: الكيمياء، وعلم الفلك، والجيولوجيا، والبيولوجيا، مقيدة بقوانين (الفيزياء)؛ فهي أُمُّ الطبيعة، وأكثرها إثارة، وأوفرها نفعًا للبشرية.
وهنا مجموعة من أشهر علماء الفيزياء في التاريخ الحديث، الذين خطت البشرية بعلمهم وأبحاثهم واكتشافاتهم خطوات إلى الأمام:
-الإنجليزي عالم القرن السير “إسحاق نيوتن”، عاش في القرن السادس عشر، وتعتبر قوانين الحركة، وقوانين الجذب الخاص والعام، هي من أعظم إنجازات “نيوتن”، وقد قام بإثبات وتفسير حركة الأجرام السماوية، والأجسام على سطح الأرض.
-ومنهم الإنجليزي “مايكل فارادي” الذي عاش في القرن الثامن عشر، ويعود إليه الفضل في وضع أسس الكهرومغناطيسية، واكتشاف نظرية النفاذية المغناطيسية والمحادثة التبادلية، كما قام بوضع قوانين التحليل الكهربائي، وحصل على جوائز رفيعة بسبب إسهاماته في علم الفيزياء.
-ومنهم الألماني “ألبرت آينشتاين”، حيث وضع النظرية النسبية الخاصة والعامة، وهو أول من فكّر بوجود ما يُسمى بالموجات الثـقالية، وقد حاز على جائزة نوبل في الفيزياء عام 1921م، تقديرًا لجهوده العظيمة عن الظاهرة الكهروضوئية.
– ومنهم الفيزيائي “ديفيد بوهم”، أمريكي من مواليد بنسلفانيا خريف 1917م، وتوفي في لندن خريف 1992م بعد أربع وسبعين سنة عمل فيها كأحد أهم علماء فيزياء الكم في القرن العشرين. كان واحدًا من الذين قدموا للفكر العالمي نظريات ابتكارية في عوالم فيزياء الكم وعلم النفس العصبي، تُنسب له الحسابات النظرية التي أنتجت أول قنبلة ذرية في التاريخ، وعمل بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية مع العالم “ألبرت آينشتاين” مطور النظرية النسبية وتُنسب لهما نظرية مشتركة.
-ومنهم الفيزياء النمساوي “أرفين شرود نغر”، ولد في أغسطس عام 1887م، وتوفي في يناير 1961م، عُرف بإسهاماته في ميكانيكا الكم وخصوصًا معادلة شرودنجر الشهيرة، والتي حاز عبرها على جائزة نوبل في الفيزياء عام 1933م.
-وكذلك العالم الأمريكي “ريتشارد فاينمان”، الذي له إسهامات عديدة في مجال النظرية الكمية في الفيزياء، وفيزياء الجسيمات، وفيزياء الميوعة الفائقة، وهو حاصل على جائزة نوبل للفيزياء في عام 1965م بالمشاركة مع كلٍّ من “جوليان شفينغر” و”شينيتشيرو توموناغا”، عن إنجازاته في الكهرو ديناميكا، وقد شارك في بناء القنبلة الذرية.
-عالم الفيزياء الألماني “ماكس بلانك”، الذي كان له الفضل في تأسيس نظرية ميكانيكا الكم، حصل على جائزة نوبل في الفيزياء عام 1918م، وقد ساهم كثيرًا في تأسيس قوانين الفيزياء النظرية.
وأختم بعالم الفيزياء الباكستاني “محمد عبد السلام” الحاصل على جائزة نوبل في الفيزياء في عام 1979م، إذ أسهمت أبحاثه في وضع أسس إحدى النظريات في فيزياء الجسيمات التي لا تزال تستخدم حتى يومنا هذا، وهو الذي مهد الطريق لاكتشاف جسيم “بوزون هيغر، المسؤول عن اكتساب جميع الجسيمات الأخرى لكتلتها.
وبدلًا من أن يُمثل فوز “عبد السلام” بجائزة نوبل لحظة تاريخية لبلاده باكستان، طوى النسيان إنجازاته في مسقط رأسه بعد مرور أكثر من (45) عامًا على فوزه بالجائزة، وقد عزى البعض ذلك إلى خلفيته الدينية التي يعتز بها.

أ. د. بكري معتوق عساس

مدير جامعة أم القرى سابقًا

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى