المقالات

هيئة تقويم التعليم والتدريب والإصلاح التعليمي

في إطار اهتمام الدولة -رعاها الله- بقطاع التعليم أنشأت هيئة تطوير التعليم والتدريب؛ بهدف الرقي بمستوى التعليم وتحسين مخرجاته لمواكبة مستهدفات الرؤية الوطنية الطموحة، وتؤدي الهيئة دورًا هامًا في التقويم وقياس الأداء التعليمي والتدريبي؛ بهدف التطوير والتحسين وتسخر لذلك الهدف جهودها وإمكاناتها، وفي هذا الصدد حرصت الهيئة على دعم عمالها بالكوادر المتخصصة في القياس والتقويم، واستقطاب البارزين منهم من إدارات التعليم والجامعات للقيام بمسؤوليات قياس وتقويم الأداء التعليمي والتدريبي لكافة قطاعات التعليم والتدريب كما أطلقت عددًا من التوجهات الإستراتيجية من خلال رؤية مستقبلية تهدف إلى المساهمة في تحقيق التنمية الاقتصادية، من خلال رفع جودة التعليم وممارساته، بتعليم نوعي عالي الجودة، ومناهج متطورة، وبيئة تعليمية جاذبة ومحفزة ومعززة للتعلم والإبداع، وقيادات مدرسية فاعلة، ومعلمين مؤهلين بمهارات أداء عالية. فهي بناءً على تلك الأدوار تُشكل قاعدة الإصلاح التعليمي ومنطلقه الرئيسي؛ حيث تبذل الهيئة بقيادتها ومنسوبيها جهودًا كبيرة لتحقيق تلك التوجهات والوصول إلى الأهداف المرسومة والمنتظرة في تطوير التعليم.
ومن خلال عمليات وأنشطة التقييم تحصل الهيئة على مخرجات سنوية متعددة الاتجاهات لنتائج التقويم والسؤال الذي يفرض وبناءً على مؤشرات الأداء الحالية هل يتم الاستفادة من هذه المخرجات وتحويلها Feed back لمدخلات التخطيط الإستراتيجي المستقبلي لوزارة التعليم؟! إن الإجابة على هذا السؤال ينبغي أن تكون من جهتي الاختصاص الهيئة ووزارة التعليم عن طريق تبني المبادرات الإصلاحية الناجمة على نواتج التقويم، وتفعيل نماذج التخطيط الإستراتيجي لوضع تلك المبادرات والبرامج على هيئة خطط تشغيلية وبرامج تطويرية تتفق مع طموحات الدولة والمجتمع، وتعزز دور الهيئة المنتظر في تطوير التعليم والتدريب والرقي بأساليب الأداء ومهاراته. إننا نتطلع أن تؤدي الهيئة دورًا بارزًا في تقديم نتائج ومؤشرات التقويم لوزارة التعليم لكي يتم إعادة الخطط والبرامج ووضع طرق وآليات متميزة لتحقيقها؛ وذلك لتحسين الترتيب الدولي للتعليم، وتحسين مهارات مخرجاته في كافة المراحل، وتعديل محتويات المقررات الدراسية بما يتوافق مع وظائف ومهارات المستقبل وإدخال أحدث أساليب التعليم والتدريب لقطاعاته، وتطوير كوادره بكافة مستوياتها ومهامها. فلتلك المهمة السامية يتعين إنشاء مكتب تنسيق واتصال مع وزارة التعليم لتفعيل نتائج ومخرجات التقويم كجزء من التخطيط الإستراتيجي للتعليم ولتحقيق التكامل المطلوب بين الهيئة ووزارة التعليم بما يحقق الأهداف الإستراتيجية للتعليم وأدواره المستقبلية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى