من فضل الله تعالى على هذه البلاد المباركة أن منَّ عليها بنعم عظيمة، وآلاء جسيمة، وقيادة حكيمة، ومن أجلها نعمة الإسلام الذي قامت عليه، وجعلته منطلقًا لجميع شؤونها من خلال تحكيم الشريعة الإسلامية، وتطبيق مبادئها السمحة قولًا وعملًا في جميع مناحي الحياة، فعم الخير، واستتب الأمن، وتحققت الآمال والطموحات في كافة المجالات، وأصبحت بلادنا مضرب المثل في اللحمة الوطنية، والبذل والعطاء، ومد يد العون لكل المحتاجين داخليًا وخارجيًا، وخدمة الإسلام في جميع أنحاء العالم، وقد اتضحت للعالم أجمع هذه المبادئ العظيمة، والأسس المتينة التي تنتهجها بلادنا المباركة كونها قبلة الإسلام، وموطن الرسالة، ومبعث خاتم الأنبياء والمرسلين، ومقصد العالم أجمع من خلال تلك الجهود المبذولة لنشر السلام ونبذ التطرف والغلو والإرهاب لإسعاد البشرية جمعاء.
وقد أدركت قيادتنا الرشيدة عظمة هذا الدين القويم، واستشعرت المسؤولية التي على عاتقها كرائدة للسلام العالمي، وأيقنت أنه لا فلاح ولا نجاح إلا بصلاح المنهج الذي تنطلق منه جميع الأنظمة والخطط والجهود التي تقود هذا الوطن إلى خيري الدنيا والآخرة، فبذلت بلا حدود، وعملت بلا قيود كل ما يُحقق تلك الغايات والأهداف النبيلة التي جاء بها الإسلام لعمارة الأرض، ونشر تعاليم الدين القويم، وخدمة الحرمين الشريفين وقاصديهما على مدار العام من خلال تقديم أرقى الخدمات، وتذليل الصعوبات، والاعتناء بكتاب الله ونشره وتعليمه، وإقامة المسابقات لحفظ كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم.
ومن فضل الله تعالى على هذه البلاد أن هيأ لها قائدًا فذًا طموحًا في سن الشباب ذي روح وثابة للمعالي، وعزيمة قوية لا تبالي، وطموح يلامس عنان السماء، وفكر ثاقب، وحكمة ودهاء، إنه مُلهم التفكير، وقائد التطوير، ومهندس التغيير، وراسم الآمال، وصادق الأقوال والأفعال، وقاهر الفساد، ومُطور البلاد، وصانع الأمجاد، الذي ذاع صيته في الأوطان، والذي يُشار إليه بالبنان، إنّه محمد بن سلمان -حفظه الله- وأعانه، وسدد خطاه، الذي يعمل بلا كلل أو ملل مواصلًا الليل بالنهار رغبةً في تحقيق أهداف الرؤية المباركة ٢٠٣٠ لمواصلة البناء والعطاء، ودفع عجلة التنمية لتطوير البلاد في كافة المجالات، وإسعاد المواطنين والمقيمين، وإيجاد الفرص الوظيفية للشباب، وتنويع مصادر الدخل؛ بالإضافة إلى الاهتمام بقضايا الأمة العربية والإسلامية على كافة الأصعدة، والانفتاح على الثقافات الأخرى مع الالتزام الكامل بثوابت الدين القويم.
وكم نحن فخورون بتوجيه سموه الكريم إزاء ما لُوحظ من عدم مراعاة لأوقات الصلاة في جدولة بعض مباريات كرة القدم؛ حيث وجه سموه وزيرَ الرياضة بأن هذا الأمر غير مقبول إطلاقًا، وأكد على عدم تكرار هذا التجاوز، ولا غرابة في هذا، فمن تربى على التوحيد والسنة والعقيدة الصحيحة سيكون هذا شأنه، وهذا دأبه، وهذا امتداد للنهج القويم الذي أُسست، وقامت عليه هذه الدولة المباركة منذ عهد المؤسس -رحمه الله-، وهذا سر ما ننعم به من النعم التي لا تحصى وفي مقدمتها استتباب الأمن الذي منّ الله به على هذه البلاد التي اختارها الله لتكون موئلًا للإسلام، وقبلة للمسلمين في مشارق الأرض ومغاربها قال تعالى: (الَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ أُولَئِكَ لَهُمُ الْأَمْنُ وَهُمْ مُهْتَدُونَ) [سورة الأنعام: الآية ٨٢]
فنحمد الله تعالى على ما منّ به على هذه البلاد من قيادة حكيمة سخرت كافة الإمكانات لخدمة الإسلام والمسلمين منذ توحيدها حتى هذا العهد الزاهر عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز وسمو ولي عهده الأمين الأمير محمد بن سلمان -حفظهما الله-، وأيدهما بنصره وتوفيقه.
0