المقالات

التمريض لا يُناسب الرجال!!

البعض يعتقد أن مهنة التمريض لا تتناسب مع الرجال!! وبعض الأفلام العربية وحتى الأمريكية تشير ولو بشكل غير مباشر لذلك. ولكن هل هذا الرأي صحيح؟ وكيف نشأ هذا التصور لدى البعض ؟!
قد تكون هناك أسباب متعددة لهذا الاعتقاد أولها أن إحصائيًا وتاريخيًا شكّلت النساء النسبة الأكبر في مهنة التمريض مما أعطى انطباعًا أنها للنساء، وقد يسأل البعض لماذا النساء هم الأكثرية؟؟ ولو عُدنا إلى الوراء لمراجعة التاريخ التمريضي سيتضح أن الرجال كانوا موكلين بالحرب والنساء.. موكلين بالرعاية بالجنود في الحروب، وكان لهذا التوزيع أن يُساهم بشكل كبير في تصاعد أعداد الممرضات لسد الاحتياج في صفوف الدعم؛ لتطبيب وتمريض الجرحى. أما الرجال فكان من الضروري انخراطهم في الحروب؛ خاصة الحرب العالمية الأولى ومن ثم الثانية.

لعل هذه الأكثرية والغلبة النسائية في مهنة التمريض ساهمت في عزوف الرجال عن الانخراط في هذه المهنة، وكذلك البعض يرى أن تقديم الرعاية من خصائص الأنوثة، ومن هذه التصورات ساد التصور أن مهنة التمريض لا تناسب الرجال!!.

ولعل في اليوم الحالي والعصر الحديث مع تعدد التخصصات في مهنة التمريض وفصل الرعاية التمريضية لأقسام للنساء وأقسام للرجال، وكذلك لتوفر فرص وظيفية محليًا وعالميًا لمهنة التمريض، وإتاحة تجنيد التمريض في الجيوش والدفاع نرى أنه من المهم انخراط الرجال الأكفاء وذوي الخلق في مهنة التمريض بشكل أكبر، وأن يكون هناك توجه لدعم فتح القبول للطلاب بالجامعات والكليات التي لم تخطُ لهذا الاتجاه.

بلا شك قد يكون هناك تخوف من البعض لبدء فتح قبول للطلاب سواء لتبنيهم لهذه المعتقدات حيال عدم مناسبة مهنة التمريض للرجال أو لأسباب إضافية مثل أن الطلاب غير جادين للتحصيل الأكاديمي ودراسة التمريض ليست بالسهلة وتدني التحصيل يؤدي إلى تدني مؤشر النجاح في اختبارات التصنيف المهني لدى هيئة التخصصات الصحية؛ وبذلك تدني مؤشرات هامة للكليات والجامعات وتدني الجودة في الرعاية التمريضية، وزيادة في الأخطاء الطبية وووو……..ولو سرنا خلف هذا التخوف والتردد فلن ننتهي والأسلم وضع خطط لتفاديها مثل وضع معايير مدروسة وعقد مقابلات ممنهجة للقبول والتسجيل، وتقديم عملية تعليمية ذات جودة مما سيساههم بعون الله في ضمان جودة المخرجات، وبالنهاية التوطين لمهنة التمريض غاية ويشمل ذلك كلا الجنسين النساء والرجال، وكلاهما بإذن الله لا يتخير عن الآخر في تقديم الرعاية التمريضية والكفاءة المهنية.

– جامعة الملك عبد العزيز

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى