المقالات

الحج والحجاج ومبادرة طريق مكة

كانت ومازالت حكومة المملكة وبفضل الله تولي الحجاج والمعتمرين والزوار أكبر عناية واهتمام بما تقدمه من خدمات جليلة لهم منذ وصولهم إلى مكة المكرمة، ومن ثمّ زيارتهم للمدينة النبوية، وحتّى مغادرتهم إلى أوطانهم سالمين غانمين بعدما أدوا مناسك فريضة الحج بكل يسر وسهولة في ظل أمن وأمان وسلامة واستقرار. فنجد أبناء الوطن ووفقاً لمسؤولياتهم ومهامهم المختلفة يسارعون وبعزم؛ لخدمتهم صباح مساء، ويسهرون لراحتهم بلا كلل ولا ملل. والجميل في هذا الشأن أن الدولة _ وفقها الله_ تسعى جاهدة في البحث عن المبادرات الفريدة، والسبل الكفيلة؛ لتقديم خدمات جديدة تُضفي المزيد من الراحة واليسر في تأدية مناسك الحج والعمرة وعلى سبيل المثال لا الحصر من هذه المبادرات المتميزة ومن خلال سنوات قريبة جداً مبادرة (طريق مكة) وهي إحدى مبادرات وزارة الداخلية ضمن برنامج ضيوف الرحمن أحد برامج رؤية المملكة 2030م والتي تهدف إلى تقديم خدمات ذات جودة عالية لضيوف الرحمن المستفيدين من هذه المبادرة.

وعن نجاح مبادرة “طريق مكة” وتحديداً ممن عايشوا بدايات نجاح هذه المبادرة المباركة حيث يقول سعادة السفير السابق في دولة إندونيسيا عصام أحمد عابد الثقفي: “كانت إندونيسيا من أوائل الدول التي طُبقت بها مبادرة طريق مكة في مرحلتها التجريبية عام ٢٠١٨م حيث وجدت استحساناً كبيراً من المسئولين الإندونيسيين والقائمين على شؤون الحج، وقد شهدت ذلك شخصياً عندما تشرفت بأن أكون سفيراً للمقام الكريم في العام التالي ٢٠١٩م حيث حضر حفل انطلاق المبادرة في عامها الثاني دولة نائب رئيس الجمهورية وكبار المسؤولين في الدولة وقد أبدوا شكرهم وثناءهم لسيدي خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده وتمنوا بأن يتم تطبيق المبادرة في مطارات إندونيسية أخرى، توالى بعدها نجاح المبادرة وبأعداد أكبر حتى هذا العام، ومعروف أن مبادرة طريق مكة قد توقفت في العامين التي علق فيها استقبال الحجاج بأسباب جائحة كرونا التي اجتاحت العالم”.

إن من الجميل في هذه المبادرة “طريق مكة” أن لها العديد من السمات والمزايا من حيث: أخذ الخصائص الحيوية لضيوف الرحمن المستفيدين من هذه المبادرة والتأكد من توافر الاشتراطات الصحية والمتطلبات الوقائية والحصول على تأشيرة الحج إلكترونياً، وفرز وترميز الأمتعة من تسجيلها باسم صاحبها، وإنهاء إجراءات الدخول في الصالة المخصصة من فريق الجوازات قبل الإقلاع من مطارات بلدانهم، إضافة إلى وصول الحجاج إلى الصالة المخصصة للمبادرة في المملكة ونقلهم مع أمتعتهم الشخصية إلى مقار سكنهم مباشرةً، ومن المعلوم بأن هذه المبادرة أول ما بدأت انطلاقتها في دولة ماليزيا عام 1438ه‍ / 2017م حتّى استمرت في حج هذا العام 1445ه‍ /2024م بتنفيذها من خلال صالات مخصصة في (11) مطاراً في (7) دول وهي: المغرب، وتركيا، وباكستان، وماليزيا، وإندونيسيا، وبنغلاديش، وكوت ديفوار. علماً بأن هذه المبادرة أول ما بدأت انطلاقتها في دولة ماليزيا عام 1438هـ/ 2017م.

حقيقة:
عندما يقل الكلام إلى حد الصمت، ويبرز العمل إلى حد الإبهار، والناس شهود الله في أرضه فلا بدّ أن يستيقن الجميع أن هُنا دولة اسمها المملكة العربية السعودية آمنت برسالتها العظيمة، وتقوم بواجباتها الكبيرة تجاه الحجاج والمعتمرين والزوار بتقديم الخدمات بمختلف أنواعها، وقد تحملت مسؤولياتها الدينية كل عام؛ لأداء فريضة الحج على أراضيها الطاهرة بكل سلاسة ويسر، وسوف تتحمل المسؤولية حتّى يرث الله الأرض ومن عليها فهنيئاً لهذه البلاد المباركة في ظل توجيهات قيادة رشيدة_ حفظها الله_ وبسواعد أبناء شعب نبيل ولله الحمد والمنة، وكل حج والجميع بخير وصحة وسلامة.

Related Articles

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button