المقالات

الأمم المتحدة …مواقف وطرائف!!

شهدت الأمم المتحدة، منذ تأسيسها بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية عام 1945م، العديد من المواقف الطريفة والعجيبة، والتي لا بد من التوقف عندها، أبطالها رؤساء دول، وقادة، سواء أثناء إلقائهم كلماتهم، أو في داخل أروقة المنظمة الدولية.
ففي تقرير نشره موقع “دويتشه فيبه” الألماني واختصارها (DW) ذكر فيه بعض مواقف الزعماء التي أثارت جدلًا حولها، وظلت عالقة في الذاكرة لوقتنا الحالي؛ من هذه المواقف:
في عام 1957م، وقف الدبلوماسي الهندي “كريشانان مينون”، والذي يُعرَف بأنه ثاني أقوى شخصية في الهند، بعد حليفه، أول رئيس وزراء للهند “جواهر نهرو”، يلقي كلمته حول أزمة كشمير، امتدت الكلمة لمدة ثماني ساعات، ممثلة بذلك أطول كلمة في تاريخ المنظمة الأممية، وأثناء إلقائه كلمته سقط أرضًا من شدة الإرهاق، فتم نقله إلى المستشفى، وعندما عاد، كان في حاجة لساعة أخرى لإكمال كلمته.
وفي عام 1960م، وقف الرئيس الكوبي “فيدل كاسترو” على المنصة، مهاجمًا سياسة الولايات المتحدة الأمريكية لمدة أربع ساعات ونصف، وقبل عام من هذا الخطاب زار الأمم المتحدة بعد انضمامه للمعسكر السوفيتي، وكان أقل عصبية، ويقال إنه احتفظ بدجاجة حية في غرفته بأحد فنادق نيويورك لأسباب غير معروفة لحد الآن.
وفي عام 1960م نفسه، خلع رئيس الاتحاد السوفيتي في تلك الفترة “نيكيتا خروتشوف” حذاءه أثناء كلمته أمام الأمم المتحدة، وضرب على المنصة لإسكات مندوب فيتنام الذي كان يحتج على السياسة السوفيتية في تلك الفترة.
وتحوّل ذلك الفعل إلى رمز للاحتجاج غير المستغرب من “خروتشوف” الرجل الذي قال كلمته الشهيرة لأعدائه في الأمم المتحدة “سندفنكم”.
وفي عام 1987م، اعتلى منصة الخطابة رئيس نيكاراغوا “دانيال أورتيغا”، وهاجم بعنف الولايات المتحدة ورئيسها “رونالد ريجان” آنذاك بالتعامل مع بلاده بمنطق أفلام “رامبو”، بالقول: “قبل أن تتخذ قرارك بالعدوان على بلدي، أذكرك سيدي الرئيس، بأن (رامبو) موجود في الأفلام فقط”.
ومن المواقف المضحكة، عندما اعتلى الرئيس الأمريكي “رونالد ريغان” عام 1987م، منصة الأمم المتحدة متحدثًا عن تهديد خطير قادم من خارج كوكب الأرض، مثيرًا بذلك موجة من الضحك في قاعة الأمم المتحدة.
وفي عام 2005م، عندما غادر الرئيس الأمريكي “جورج بوش” مقعده وترك ورقة لوزيرة خارجيته وقتها السيدة “كونداليزا رايس” كتب عليها (عليَّ الذهاب إلى دورة المياه)، ليغادر بعدها على عجل وحلت “رايس” محله.

ومن المواقف العجيبة التي حدثت حينما اعتلى منصة الأمم المتحدة في دورة عام 2006م الرئيس الفنزويلي الراحل “هوغو شافيز” وتحدث في خطبة طويلة جاء فيها على ذكر أمور شتى من إنفلونزا الخنازير وحتى اغتيال الرئيس الأمريكي “جون كيندي”، لكن الجزء الأكثر إثارة فيها كان حينما قال إنه يشم رائحة الكبريت في أجواء القاعة!
وفي كلمته من على المنصة قال: “إن الشيطان هنا ليلة البارحة، متحدثًا عن شيطان تجسد في هيئة إنسان”، قاصدًا بذلك الرئيس الأمريكي “جورج بوش”، الذي اعتلى المنصة قبله بيوم.
ومن المواقف الطريفة عدم قدرة الرئيس الليبي “معمر القذافي” في عام 2009م أثناء زيارته نيويورك لإلقاء كلمته أمام الأمم المتحدة، في نصب خيمته التقليدية في أي مكان بمدينة نيويورك، حتى أنقذه الرئيس الأمريكي “باراك أوباما”، وسمح له بنصبها في فناء منزله الخلفي.

أ. د. بكري معتوق عساس

مدير جامعة أم القرى سابقًا

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى