“مشعر منى” سيكون مدينة ضيافة خضراء مع مزيد من المشاريع المرتبطة بالتقنيات المتقدمة.
فاقتصاديات الحج تتغير بشكل متسارع نحو مفهوم الضيافة الحديثة خصوصًا قطاع السكن الذي يُشكل 40%، فمن الخيام إلى الأبنية الخضراء دخل “مشعر منى” في مرحلة جديدة من التحولات المتكاملة لخدمة ضيوف الرحمن؛ خاصةً وأن مباني الضيافة العشر الجديدة التي شُيِدت وفق أفضل معايير نظام البناء الأخضر هذا العام ذات التأثير أقل على البيئة، وأكثر كفاءة في استهلاك الطاقة والمياه مع تقليل نسبة الهدر، وتحقيق جودة البيئة الداخلية المعززة لصحة الإنسان؛ حيث أصبحت هناك مُحفزات إيجابية مسرعة لتنفيذ المزيد منها في المساحات المنبسطة بنسبة قد تصل إلى 36% خلال عامي 2025/ 2026؛ بهدف تحقيق الطاقة الاستيعابية المستهدفة لضيافة خمسة ملايين حاج مع قابلية مبنى الجمرات لزيادة عدد طوابقه المصممة أساساته لِتحمُل 12 طابقًا بطاقة مماثلة لطاقة عدد المباني الخضراء، مع بقاء نسبة 17% للخيام، و47% التي تُمثل نسبة سفوح الجبال.
فعدد المباني الخضراء الممكن الاستمرار في تنفيذها قد تصل لأكثر من مائة وخمسين مبنى مستدام مع نجاح التجربة؛ خصوصًا إذا أخذنا في الاعتبار أن الطاقة الحالية للمباني العشر تتسع فعليًّا لعدد 32000 حاج مع توافر المصليات، وصالات الطعام، وأجنحة الخدمة الطبية، ومسارات الطوارئ، وكافة مناشط الضيافة.
ففي حج هذا العام هناك زيادة متوقعة في أعداد الحجاج النظاميين، وستكون هناك زيادة عددية مطَّردة في السنوات الست المقبلة، وبالتالي أصبح تشييد مزيد من هذه الأبنية الخضراء واقعًا تفرضه ضرورات هذا التزايد.
فالبناء في “مشعر منى” كما بيَّن فضيلة الشيخ الدكتور عبد المحسن العبيكان متعه الله بالصحة والعافية قبل سنوات “أصبح ضرورة، والنهي المتعلق به هو نهي عن بناء الأفراد للتملك، وليس عن البناء الذي يخدم الحجاج”، ويحقق لهم الراحة لأداء فريضتهم في راحةٍ ويسر.
ومع مزيد من توافر هذا النموذج من المباني ذات البناء الأخضر ستختفي ظاهرة الافتراش، وسيصبح الحج غير النظامي جزءًا من الماضي، وستكون هناك المزيد من طرق المشاة المطاطية، ومسارات جديدة لعربات الغولف للتنقل الداخلي، مع توفير ممكنات حديثة تسهم في رفع مستوى جودة الحياة في هذا المشعر المبارك.
0