التغيير للأفضل سمة من سمات التحوَّل الوطني وهدف من أهداف رؤية المملكة 2030، ولا أجمل من التغيير إذا كان هدفه التطوير، وكثيرًا ما ينصح العلماء والمفكرون بالتغيير في جميع مناحي الحياة، حتى في ترتيب أثاث المنزل أو المكتب؛ لأنه يمنح المزيد من الارتياح النفسي لدى الشخص والمحيطين به، ويُوَلِّد مزيدًا من الطاقة الإيجابية لدى الجميع.
أما التغيير بهدف التغيير فإنه لا يخرج عن كونه نوعًا من الممارسات الشخصية الخاطئة التي قد تضر بمصلحة الفرد والمجتمع، وكثيرًا ما كُنا نسمع ونشاهد عن مسؤولين تبوأوا مناصب في القطاع العام أو الخاص ثم أقدموا على التغيير الذي لا هدف له سوى تغيير الخطة التي كان يسير عليها السلَف بهدف التغيير والبحث عن الأضواء، حتى وإن كانت الخطة في بدايتها، وكان الأولى بالمدير الخلَف أن يبدأ من حيث انتهى سلفه لا أن ينسف جهوده !!
ولذلك فإن أسوأ سلوك يرتكبه الخلف هو الاجتماع بالموظفين مع بداية تنصيبه ونسف جهود سلفه، والتقليل من دوره وما قدمه من أعمال يُشكَر عليها، وكان الأجدر به أن يذكر محاسنه ويلتمس له العذر في جوانب التقصير؛ وذلك بلا شك ينعكس سلبًا على نظرة الموظفين لمديرهم الجديد، وقد تنخفض ثـقـتهم به ثم ينخفض مستوى الأداء المطلوب منهم.
ومن ضمن التغيير الخاطئ الاستغناء عن الموظفين الذين كانوا يعملون مع الإدارة السابقة أو نقلهم أو عدم الثـقة بهم لمجرد أنهم كانوا مقربين للمدير السابق متناسيًا أنه لا تزر وازرةٌ وزْرَ أُخرى!
وقبل التغيير الذي يهدف للتطوير لا بد من الاجتماع بفريق العمل وتوضيح الرسالة القادمة والرؤية والهدف وإقناعهم بما نتمنى الوصول إليه، وتحفيزهم وشحذ هممهم وإعطائهم وقتًا للعصف الذهني والاستفادة مما تجود به عقولهم من أفكار تصب في مصلحة المنشأة، ومن الأفضل الإعلام عن خطة التطوير بما يضمن تقبلها لدى المستفيدين سواءً كانوا داخل المنشأة أو خارجها.
كما أنه من الضرورة بمكان عدم إلزام صاحب الفكرة الجميلة بتنفيذها بمفرده؛ إذ إن ذلك يؤدي إلى الإحباط والابتعاد عن طرح الأفكار التطويرية إذا أصبحت تُشكل عبئًا ثقيلًا على من اقترحها !!
والمفروض تكوين فريق عمل لدراسة الفكرة من جميع الجوانب، وتهيئة كافة الإمكانيات لتنفيذها، وتقديم الشكر والتقدير والمكافآت المالية لصاحبها وفريق عمله؛ لأن ذلك سيؤدي حتمًا إلى خلق فرصة للآخرين للابتكار والإبداع.
بقي أن نُشير إلى أن تنفيذ خطة التغيير يحتاج إلى جهود مضاعفة من جميع أعضاء المنظومة بما فيهم أصحاب القرار الذين يجب أن يكونوا قدوةً لغيرهم في التنفيذ والالتزام.