عندما نتحدث عن المدرجات وهتافات الجماهير التي تُناصر كلًا منها ناديها وتشد أزره في منافسات كرة القدم؛ إننا نتحدث عن ثـقافة مجتمع تركز على التعقل وانتقاء ما يُلامس الروح المشاعرية تجاه الفريق المُحبب؛ الذي تخلد من أجله الأهازيج العذبة ذات الإيقاع الشعبي.
لقد أصبحت كرة القدم ذات أهمية كبيرة بالنسبة للجماهير والمتابعين حول العالم، وليس مُجرد لعبة رياضية فحسب؛ فهي تلعب دورًا مهمًا في التعبئة الجماهيرية والتأثير على ثـقافة المدرجات والمتابعين. فيمكن ملاحظة العديد من الظواهر في هذا السياق: فتحشد هذه الرياضة من خلال التعبئة الجماهيرية لملايين من المشجعين والمتابعين حول العالم، خاصةً خلال البطولات الكبرى مثل: كأس العالم والبطولات القارية؛ حيث تُشكل هذه التجمعات الجماهيرية هوية وطنية أو قومية، وتُعبر عن الانتماء والولاء للفريق أو المنتخب.
وقد تطورت ثـقافة المدرجات بشكل كبير، مع ظهور الأناشيد والهتافات والشعارات والرموز التي تعكس هوية وثـقافة المشجعين؛ بل وأصبحت هذه الثـقافة جزءًا لا يتجزأ من تجربة متابعة كرة القدم، وترتبط كرة القدم بشكل وثيق بالهوية الوطنية أو المحلية للمشجعين؛ فالتشجيع لفريق أو منتخب ما يعكس الانتماء والولاء لهذه الهوية.
وفي بعض الأحيان ومن زاوية التأثير الاجتماعي والسياسي؛ تتخطى كرة القدم حدود اللعبة الرياضية، وتؤثر على المجالات الاجتماعية والسياسية.. فقد شهدنا توظيف كرة القدم لأغراض سياسية أو استخدامها كوسيلة للتعبير عن المطالب والاحتجاجات الاجتماعية.
وبشكل عام؛ تُشكّل كرة القدم ظاهرة اجتماعية وثـقافية هامة، وليست مجرد لعبة رياضية؛ فهي تؤثر على الهوية والانتماء والتعبئة الجماهيرية، وتنعكس في ثـقافة المدرجات وتفاعلات المشجعين؛ الذين يعدون جزءًا أساسيًا في ثـقافة كرة القدم حول العالم، ويعكس هذا الارتباط العاطفي أهمية كرة القدم كجزء من الهوية الاجتماعية والثقافية للمشجعين؛ الذين يلعبون دورًا حيويًا في خلق الطاقة والأجواء الحماسية داخل المدرجات، وتُساهم هتافاتهم وأناشيدهم في رفع الروح المعنوية للاعبين على أرض الملعب.
0