كتاب “تاريخ دمشق”، واسمه الكامل “تاريخ مدينة دمشق”، لمؤلفه الإمام الحافظ (علي بن الحسين بن هبة الله بن عساكر) الدمشقي محدث أهل الشام، يُعتبر من أكبر وأضخم المؤلفات في التاريخ الإسلامي، يقع في ثمانين مجلدًا؛ ذكر فيه المؤلف (ابن عساكر) تاريخ مدينة دمشق، وفضلها، وتسمية من حلَّها من الأماثل، أو اجتاز بنواحيها من وارديها وأهلها.
وقد قالوا عن الكتاب :”إنه يقصر العمر عن أن ينجح الإنسان فيه مثل هذا الكتاب”؛ الكتاب مصنف على نسق وأسلوب كتاب “تاريخ بغداد”، والذي قام بتأليف المؤرخ والأديب العلامة (أحمد بن علي بن ثابت) المعروف بالخطيب البغدادي.
وصف الكتاب قاضي القضاة والمؤرخ والأديب الذي يُعد أحد أعيان دمشق (شمس الدين أبو العباس بن خلكان) قائلًا: “ما أظن هذا الرجل إلا عزم على وضع هذا التاريخ من يوم عقل على نفسه وشرع في الجمع من ذلك الوقت، وإلا فالعمر يقصر عن أن يجمع الإنسان مثل هذا الكتاب”.
ولهذا الكتاب قيمة أدبية كبرى، لعنايته بتراجم الشعراء وذكر أخبارهم وأشعارهم: وقد قيل: إن المؤلف كاد أن ينصرف عن إنجازه، لولا أن خبر الكتاب تناهى إلى أسماع (نور الدين محمود) ملك دمشق وحلب في تلك الفترة، فبعث إلى (الحافظ بن عساكر) يشحذ همته ويقوي من عزيمته، فعاد (ابن عساكر) إلى الكتاب وأتمه في سنة 559هـ=1169م.
دعاني للكتابة اقتباس جميل من هذا الكتاب وصلني على الواتس من أستاذي في الأدب العربي سعادة الأستاذ الدكتور (عبد الله بن ناصر القرني)، عميد كلية اللغة العربية بجامعة أم القرى الأسبق ولأكثر من فترة، أترككم مع الاقتباس بدون تعليق:
“جاء في تاريخ دمشق / لابن عساكر -رحمه الله- تعالى:
أن رجلًا من الأعراب سعى في الزواج من ابنة عم له اسمها (الرباب)…فأكثر عليه أبوها في المهر؛ ليحول بينه وبين غرضه.
فسعى الأعرابي في طلب المهر بين قومه فلم يُنجده منهم أحد، فلما ضاقَ بهِ الحال قصد رجُلًا من المجوس فأنجده وأعانه، حتى تزوج من ابنة عمه، فقال في المجوسي شعرًا، قال:
كفاني المجوسي مهرَ الرباب….. فِدىً للمجوسي خال وعم!!
وأشهدُ أنك رضب المشاش….. وأن أباك الجوادُ الخضّم
وأنك سيدُ أهل الجحيم….. إذا ما ترديتَ فيمّن ظلّم
تُجاورُ قارون في قعرها….. وفرعونَ والمُكتني بالحكم
فقال المجوسي للأعرابي: “أعنتك بالمهر على ابنة عمك ثُم كافأتني بأن جعلتني في الجحيم”!!
فقال له الأعرابي: “أما يُرضيكَ أني جعلتُكَ مع ساداتها، قارون، وفرعون، وأبي جهل”!!”
(انتهى الاقتباس)
0