يقول الخبر المدوَّن على موقعي جامعة الملك سعود وجامعة الملك فيصل، والمتداول إعلاميًا (التزامًا بالتوجيهات الرسمية، وحفاظًا على الهوية السعودية الوطنية، الجامعات تؤكد على جميع طلبتها السعوديين، الالتزام بالزي السعودي الرسمي، في جميع مرافقها الجامعية) ..
ما أعظم هذه التوجيهات وما أثمن مغزاها ومحتواها، فالزي الوطني لأي بلد، هو جزء أساسي من هويته الوطنية، والمملكة العربية السعودية تأتي على قمة هرم الجمال في لباسها الوطني (الثوب والغترة والعقال)، وبالتالي فإن الحفاظ عليه وارتدائه في جميع المناسبات، هو تعبير فاعل عن التمسك بقيم المجتمع السعودي، وفخر واعتزاز وانتماء لتراب هذا الوطن العظيم ..
وبهذه الخطوة الموفقة التي بادرت إليها الجامعات السعودية، فإنني أتمنى وأقترح أن تُعمم هذه الفكرة على جميع الاحتفالات والمناسبات، بما في ذلك حضور مباريات كرة القدم في الملاعب السعودية، ولكم أن تتخيلوا آلاف المشجعين في مدرجات الملاعب، وقد التزموا بهوية الوطن وقيم المجتمع، وتزينوا بلباسهم الوطني الجميل (الثوب والغترة والعقال) لا شك أنهم سيشكلون لوحة سيريالية فائقة الروعة، في مشهد عظيم ومحفل وطني سعودي مائة بالمائة، ولا يمنع أن يرتدي كل مشجع وشاحًا على كتفيه يمثل لون النادي الذي يفضله ويشجعه ..
وبالإضافة إلى كون ذلك المشهد العظيم، يمثل صورة رائعة وجذرًا أساسيًّا من جذور الانتماء السعودي، فإنه يعطي درسًا عمليًا للحفاظ على هوية الزي الوطني السعودي، بل وإنه سيتجاوز ذلك ليأخذ بُعدًا آخر، وهو التخفيف من التعصب الرياضي الذي نلحظه أحيانًا في ملاعبنا الرياضية، فعندما تتوحد الأزياء ستندمج أرواح المشجعين في روح واحدة وهي روح الوطن روح السعودية، بصرف النظر عن الميول المختلفة والانتماءات المتباينة للأندية الرياضية، ومع ذلك لن يُصادَر حق المشجع في تشجيع ناديه المفضل من خلال الوشاح الذي يحق له حمله فوق كتفيه كما ذكرنا آنفًا ..
فالهدف الأسمى هو الافتخار بهويتنا الأصيلة وقيمنا النبيلة، من خلال المحافظة على ارتداء لباسنا الرسمي في أي مناسبة، آمل أن تخضع هذه الفكرة للدراسة والمناقشة، فلعل فيها ما يرسخ الانتماء ويعزز اللحمة الوطنية بين المواطنين السعوديين.
0