شاهدتُ قبل فترة فيديو سيّارًا بسيطًا، من تلك التي يلتقطها الناس عادةً لبعضهم البعض، بكل عفوية من دون ترتيب مسبق … هكذا بدا لي الأمر.
وقطعًا فذلك الفيديو ليس فيه حبكة تمثيلية لشركة من شركات الفن، يكون ثمة مخرجًا متمرسًا، ومصورين محترفين، واستعدادات و(هيلمان).
مكان الحدث في ذلك الفيديو هو أرض الفلبين؛ حيث جرت حفلة خطوبة مبسطة جدًا جدًا، وجميلة .. بل ومؤثرة ..
في تقديري أن ثمة من قد تدمع عيناه، وهو يشاهد ذلك الفيديو .. لما اشتمل عليه من حشد من الصور الإنسانية المفعمة بالبساطة .. والعفوية.
تابع معي ماذا شاهدت ….
شاب يأتي مسرعًا فوق طريق ترابي ضيق، وسط المزارع يحمل “بوكيه” ورد يضمه إلى صدره، وهو يمتطي دراجته النارية، إلى حيث مكان رفيقـته التي تنتظره على أحر من الجمر، وسط عدد قليل من أهلها وأقاربها، لكنه تعثر.. ثم سقط هو ودبابه على الأرض …
العروس – وهي في ملابس عادية – ذهلت .. فزعت .. ارتبكت من المشهد “الدراماتيكي”، ثم هرعت تركض مسرعة إلى عريسها، لتطمئن عليه؛ وإذ به ينهض صحيحًا معافى .. ويقوم بحمل إكليل الورد ليقدمه لها، وسط حضور بعض الناس والأطفال من أهلها.
وظلت للحظات تبكي فرحة .. ثم تعانقا، بعد أن ساعدته على النهوض من عثرته، بمعونة شخصين آخرين جاءا من بعيد.
العريس قدم لعروسته الورد، وبعد عناق وفرحة بالسلامة، أخرج من جيبه “دبلة” الخطوبة ووضعها في يدها .. فيما لا زالت تكفف دموعها التي تناثرت فوق خديها، أما هو فبدا يكاد يطير سعادة بتلك اللحظة التاريخية!!.
وجاء أناس من أهلها بين معانق ومبارك للعروس.
سار الجميع بضع خطوات إلى مقاعد جلوس بسيطة من الخشب العاري .. ومضت تتواصل مراسم تلك الخطوبة “المتواضعة جدًا” .. المعازيم عددهم قليل قد لا يتجاوز الـ 15 .. تناولوا مشروبًا غازيًا – أنا أقدره بثلاث عبوات كبيرة- من تلك التي سعر الواحدة منها عندنا هنا بـ 10 ريالات.
ضحك الجميع وتبادلوا الأحاديث الودية تارة، وتارة أخرى ظلوا يتابعون بنظراتهم الحميمية الخطيبين السعيدين، وهما في غاية البهجة ملتصقان ببعضهما.
انتهت الحفلة … وغادر المكان من غادر .. بعد تلك (الحفلة العظيمة) .. وقد عاشوها كاملة بحميمية وبهجة، حيث كانت تطفر الفرحة من وجوههم جميعًا …
.
في تقديري أن تكلفة تلك الخطوبة ربما وصلت – بالكثير – إلى 50 ريالًا .. لا أكثر … وكان الله سميع الدعاء
.
وكمقارنة .. فعندنا هنا يجب عليك أن (تُدبل) ذلك الرقم مرات ومرات ومرات كثيرة، حتى تصل إلى 30 ألف ريال تقريبًا …
بينما هناك وهنا .. الفرحة هي – هي
والهدف هو – هو
شخصيًا، أنا رأيتها أفخم حفلة خطوبة في حياتي .. وبالتأكيد لكل من شاهد الفيديو رأيه.
……
وقفة:
يظل المهم لدى من له لبّ في هذه الحياة، هو .. (كيف) تفرح … لا (بكم) تفرح …